|


هيا الغامدي
«الدرعية» سياحة وفورمولا إي
2018-12-16
من شوارع نيويورك الأمريكية وباريس مونت كارلو وبرلين وروما الأوروبية وهونج كونج إلى مضمار "الدرعية" الرمز الوطني البارز في تاريخ المملكة العربية السعودية والمركز السياحي الثقافي الذي شكل منعطفاً تاريخياً بارزاً في الجزيرة العربية التي استضافت لأول مرة بطولة سباق الفورمولا إي للسيارات الأول من نوعه تحت إشراف الهيئة العامة للرياضة.
الدرعية على مدار ثلاثة أيام كانت محط أنظار العالم وحديث الساعة بعد أن اتجهت لها بوصلة اهتمامات العالم لتنظيمها هذا الحدث العالمي الكبير تماشياً مع رؤية المملكة 2030 بحضور ورعاية متكاملة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إذ بدأنا جني عوائد سياسة توسيع القاعدة الرياضية في المملكة لتشمل الألعاب الأخرى لا كرة القدم فحسب لتحقيق النجاحات المختلفة ليس بالاستضافة/ التنظيم فحسب، بل بالتأثير/ التأثر وتحقيق العوائد الاقتصادية الكبيرة من خلال دمج الحدث بالتنمية والتطوير وتحريك المياه الراكدة ببعض القطاعات الوطنية كالاقتصاد والسياحة...، ولا أكثر من الحراك الاقتصادي الكبير الذي رأيناه الأيام الماضية والذي شهدته العاصمة السعودية الرياض والحراك الوطني المكثف من جميع القطاعات الحكومية لتقديم جميع الخدمات اللوجستية للشركات/ المشاركين في الحدث لإنجاح التظاهرة والمشاركة في الرؤية الجديدة.
يحق لنا أن نفخر بهذه الخطوات التنموية المتسارعة وبكل ما تحقق لرياضة المملكة من نجاحات متوالية وتنظيم واستضافات للأحداث العالمية والتي تحظى كل مرة باحترام وتقدير وثقة العالم وتكون محط أنظاره مستقبلياً، فالجهود الجبارة التي تبذلها هيئة الرياضة لا ينكرها إلا جاحد ساهمت/ أسهمت في ارتفاع أسهم السعودية رياضياً وتقديمها للعالم بقالب حضاري جديد. وهنا نأتي لصناعة الحدث فالرياضة صناعة، صناعة برؤى وأشكال وقوالب ثقافية مختلفة للتعريف بتاريخ البلد وثقافته، وتسويقي وسياحي فمثل هذه التظاهرات تجعلنا بؤرة اهتمام العالم. الرياضة بوابة العصر الحديث التنموية، فالتخطيط لاستضافة الأحداث وربطها بعضها ببعض له انعكاسات إيجابية ومردود وطني كبير وأرباح اقتصادية.
والأهم أن ما تحقق لبلادنا من قفزات مختلفة ونجاحات متعددة وتنظيمات واستضافات لم تأت من فراغ ولا من تحت الطاولة ولا بطرق مشبوهة من رشى وفساد...، بل من جدارة واستحقاق لسمعة هذا البلد واحترام وتقدير العالم وما وصل إليه من تطور وحراك على مختلف الأصعدة ومجالات التنمية، وعلى مستوى هذه اللعبة التي تعد أكثر الألعاب تكلفة غير أن عوائدها الاقتصادية الكبيرة عامل محفز لمزيد من الاستضافات لرياضة السيارات في الأعوام المقبلة بعد نجاح "فورمولا إي الدرعية" الذي حظي بإعجاب العالم.