عندما تدخل الدرعية يحتضنك التاريخ، تصافحك الحضارة وفي يدها التراث، يداعب وجهك النسيم المُعطر بالنعناع ورائحة الندى وليمون أبو زهيرة، فمزارع الدرعية الممتدة على طول وادي حنيفة من سد العلب إلى ما بعد شعيب صفار تعشق الترحيب بالزوار. الأجمل من كل ذلك استقبال “هل العوجا” الطيبين.. دائمًا مبتسمين وبكل قادم فرحين.
حلق قلبي كعصفور مزرعة.. طار مع السيارات المسرعة.. وأنا أشاهد الدرعية تسلب عقول الناس في فورمولا إي. تجمع العالم في الدرعية مندهشين مذهولين من عراقة المكان وروعة التنظيم.
تابعت بكل فخر سباق الفورمولا وتذكرت كيف كانت تلك المنطقة قبل عقود. أعرف كل منحنى في حلبة السباق، كما أعرف راحة يدي. كنّا نسكن في حي السريحة شمال البجيري يفصلنا عن الحلبة أقل من مئة متر. باختصار عشت طفولتي في متحف مفتوح.. الآثار التاريخية تزين الجدران والممرات والسقوف.. هذا مسجد الإمام وتلك مدرسة الشيخ وهناك قصر الحكم.. نمشي بسكينة واحترام فكل شبر يصرخ بقصص أبطال عاشوا على أرضها وتركوا لنا تاريخًا عظيمًا يسر الناظرين. مساحة الدرعية على الأرض صغيرة ولكنها ملأت الدنيا وساهمت في تشكيل الثقافة العالمية والتراث الإنساني.
تفوقت الدرعية على أحلام وطموحات أهلها وأصبحت تنافس حلبات روما وموناكو وباريس. كنت دومًا أفخر بماضيها العتيد واليوم أجدني أشتعل حماسًا وفخرًا بحاضرها الساحر والنقلة التي تعيشها عاصمة الآباء المؤسسين.
عادت الدرعية التاريخية للواجهة.. عادت لتبث الروح في حضارة امتدت قرون.. عادت لتذكرنا أننا أحفاد رجال سبقوا عصرهم وفعلوا المستحيل.. إنها الدرعية منبع العزة والكرامة وموطن الملوك والأئمة والمفكرين. تميّزت الدرعية بمحافظتها على هويتها وشكلها الأثري وطابعها الطيني المتفرد. بقت اللمسة النجدية تغلف المكان وبقى سور الدرعية العتيق يحيط بها لا ليحميها من الأعداء والطامعين، بل ليذكرنا أن بناءه كان يومًا معجزة وأن صنع المعجزات يجري في دمنا.
بالرؤية والحماس والثقة بالنفس أعدنا اكتشاف حضارتنا، وأثبتنا أن الجاذبية الحقيقية تستمد قوتها من موروثنا الضارب في القدم. أحياء الدرعية التاريخية تلوح للحاضرين فاليوم ولدت من جديد، أما السور فيطل على السباق بشموخ ومنعة مستذكرًا أيام النضال العظيم.
الحضارات الأصيلة لا تموت.. ربما يعلوها شيء من غبار الحياة ولكنها تأبى إلا أن تعود. مع ملكنا القائد سلمان والملهم محمد كل أحلامنا تتحقق.
حلق قلبي كعصفور مزرعة.. طار مع السيارات المسرعة.. وأنا أشاهد الدرعية تسلب عقول الناس في فورمولا إي. تجمع العالم في الدرعية مندهشين مذهولين من عراقة المكان وروعة التنظيم.
تابعت بكل فخر سباق الفورمولا وتذكرت كيف كانت تلك المنطقة قبل عقود. أعرف كل منحنى في حلبة السباق، كما أعرف راحة يدي. كنّا نسكن في حي السريحة شمال البجيري يفصلنا عن الحلبة أقل من مئة متر. باختصار عشت طفولتي في متحف مفتوح.. الآثار التاريخية تزين الجدران والممرات والسقوف.. هذا مسجد الإمام وتلك مدرسة الشيخ وهناك قصر الحكم.. نمشي بسكينة واحترام فكل شبر يصرخ بقصص أبطال عاشوا على أرضها وتركوا لنا تاريخًا عظيمًا يسر الناظرين. مساحة الدرعية على الأرض صغيرة ولكنها ملأت الدنيا وساهمت في تشكيل الثقافة العالمية والتراث الإنساني.
تفوقت الدرعية على أحلام وطموحات أهلها وأصبحت تنافس حلبات روما وموناكو وباريس. كنت دومًا أفخر بماضيها العتيد واليوم أجدني أشتعل حماسًا وفخرًا بحاضرها الساحر والنقلة التي تعيشها عاصمة الآباء المؤسسين.
عادت الدرعية التاريخية للواجهة.. عادت لتبث الروح في حضارة امتدت قرون.. عادت لتذكرنا أننا أحفاد رجال سبقوا عصرهم وفعلوا المستحيل.. إنها الدرعية منبع العزة والكرامة وموطن الملوك والأئمة والمفكرين. تميّزت الدرعية بمحافظتها على هويتها وشكلها الأثري وطابعها الطيني المتفرد. بقت اللمسة النجدية تغلف المكان وبقى سور الدرعية العتيق يحيط بها لا ليحميها من الأعداء والطامعين، بل ليذكرنا أن بناءه كان يومًا معجزة وأن صنع المعجزات يجري في دمنا.
بالرؤية والحماس والثقة بالنفس أعدنا اكتشاف حضارتنا، وأثبتنا أن الجاذبية الحقيقية تستمد قوتها من موروثنا الضارب في القدم. أحياء الدرعية التاريخية تلوح للحاضرين فاليوم ولدت من جديد، أما السور فيطل على السباق بشموخ ومنعة مستذكرًا أيام النضال العظيم.
الحضارات الأصيلة لا تموت.. ربما يعلوها شيء من غبار الحياة ولكنها تأبى إلا أن تعود. مع ملكنا القائد سلمان والملهم محمد كل أحلامنا تتحقق.