|


فهد عافت
عن شتائم وبذاءات تويتر مرّة أُخرى
2018-12-30
ـ ما دمت لست مثلهم، وإنّي لأُكرمك عن ذلك المُنحدر بإذن الله، فلا تُبادلهم الشتائم!. ترفّع، واتركهم. في شبكات التواصل، ليس أسهل من الشتيمة شيء!.
ـ الشتيمة ليست من الخلق الكريم في شيء، فما بالك بها إن كانت سهلة؟!، بهذا تجتمع دناءتين: السوء، وسهولته!.
ـ ياله من دَرَكٍ ومنحدرٍ وحضيض!.
ـ ذلك أنه وفي بعض الأحيان، يوجد حتى في السوء ما يستحق التقدير!، فهو حين يكون صعبًا، يحمل في داخله هيبة صعوبته!.
ـ وفي كل صعوبة هيبة، وفي كل هيبةٍ وقار، وفي كل وقارٍ يوجد ما يستأهل التقدير!.
ـ أمّا البذاءة من بعيد، وهي ما يمكن للميديا توفيرها دائمًا، فهي حارمة للسوء حتى من صعوبته!. وهي بذلك تُفرغه من القيمة الوحيدة المتبقية له!. تعرّيه، تنزع عنه ورقة التوت الوحيدة، لا لتكشف عورته، لكن لتكشف أنه كله عورة: مكشوفِهِ وخبيئِهِ!.
ـ ترفّع عنها، مُرّ فوق البذاءات دون أن تُكرمها بالسماح لها حتى بملامسة أصابع قدميك!، ففي كل تلامس تواصل، وكل تواصل صِلَة!.
ـ قل هي بذاءة، وهذا يكفي!. قل هي سهلة لا مشقّة فيها ولا عواقب لها وهذا يكفي!. وللزيادة.. تذكّر:
ـ أنتَ فيما لو دخلت معهم في هذا الوحل، تلطّختَ!، ولو كان تلطّخك بالوحل ينظّفهم لأمكن لك، ولنا، بقليل من المراوغة العاطفية، اعتبار ذلك تضحيةً منك!. لكنك تعرف، ونعرف، أن النتيجة لن تحيد عن دخولك في الوحل وبقائهم فيه!.
ـ هناك أمر آخر، مهم: أنت حتى فيما لو دخلت معهم، وشاركتهم صراع البذاءة وسباق الشتم، فلن تكسب ولن تفوز ولن تنتصر!. فأهل القذارة، أكرمك الله، يمتلكون دائمًا مخزونًا احتياطيًّا، لا يدرون ما يفعلون به!، وحين تبادلهم بضاعتهم يدرون!.
ـ أمّا إن دخلت مثل هذه الصراعات وانتصرت، فقد خَسِرتَ وغُلِبْتَ وهُزِمتَ، من نفسك لا منهم!. ولم تُثبت شيئًا أكثر من كونك كنت تمتلك من الفجور مخازن احتياطية أكثر منهم، وأنك فتحت الأبواب، وتاجرت، ليس إلا!.
ـ بقيتْ نقطة، وهي بحر: إنْ أردت فارفع عليهم قضايا في المحاكم. خذ حقك بالقانون، واجعله يدك ولسانك!. بعض الناس يمكنهم تحقيق ثروة فيما لو جرّبوا هذه الخطوة!.