|


أحمد الحامد⁩
ناصر القصبي ومارادونا
2018-12-31
لماذا ناصر القصبي متفرد وحاله استثنائية؟ ناصر في الكوميديا مثل دييجو مارادونا في الكرة، ناصر أساس في نجاح العمل الكوميدي، عندما يحضر يرتفع المشهد ويصبح قابلاً جدًّا أن يكون مشهدًا كوميديًّا تاريخيًّا مثلما هي مشاهده الكوميدية التي لا تنسى.
كذلك مارادونا كان أساس الفريق، منه وإليه يكون اتجاه الكرة، ناصر محور المشهد، مارادونا صعد بنابولي المدينة إلى القمة، فوز نابولي بالبطولات كان جزءًا مما فعله مارادونا للمدينة بكاملها، وهذا ما فعله ناصر للكوميديا السعودية، تخيلوا لو أن مارادونا لم يلعب لمنتخب الأرجنتين، هل سيكون منتخب الأرجنتين هو الأرجنتين؟ هل سنعرف نابولي من ضمن عشرات المدن الإيطالية؟ كذلك تخيلوا لو أن الكوميديا السعودية من دون ناصر القصبي، هل ستكون الكوميديا السعودية هي نفسها التي نعرفها الآن؟ مع مارادونا كان هناك نجوم في فريقه، كاريكا وأورتيجا وغيرهما، كانوا نجومًا كبارًا وحققوا البطولات، ولكن بطولاتهم كانت مع مارادونا، وهنا يكمن فارق وجود مارادونا، صانع النجاح، وهنا تكمن أهمية ناصر صانع نجاح العمل الكوميدي، في الملعب ننتظر أن تصل الكرة لمارادونا لأننا سنكون على موعد مع حل ما، هدف بإخراج جديد، تمريرة تشبه تمريرته الأخيرة قبل تسجيل الهدف الوحيد ضد البرازيل عام 90.. وداعًا للبرازيل، خذوا كل الضغط الهجومي وفرصكم الضائعة معكم، الحل كان عند مارادونا بلمسة واحدة، كذلك ناصر، ننتظر أن ينتقل كادر الكاميرا إليه، المفاجأة لديه، الضحكة عنده، هيا أيها المخرج انقل الكاميرا نحوه، هيا مرروا الكرة إلى مارادونا، لا يلغي ذلك كل المواهب والنجوم، لكن ناصر موهبة استثنائية وعلى زملائه أن يفرحوا بذلك؛ لأنها فرصتهم لأنفسهم، بالتواجد بالقرب منه، حتى يصنع لهم مارادونا التمريرات الحاسمة وحتى يسجل أهداف الفريق، ناصر القصبي آلة نجاح مضمونة، بقدرته الكوميدية وأسلوب تفكيرة، أرجو ألا ينزعج زملاؤه إذا ما قلت إنه فارق عنهم، كذلك مارادونا، على زملائه أن يقبلوا بنجومية كاريكا، وألا يقارنوا أنفسهم بناصر، دعوه خارج قياس المنافسة وتعاملوا معه كعامل نصر حاسم لفريقكم، في الكوميديا هناك أسماء تصنع المسرح والشاشة صناعة، اجتمعت موهبتها مع شخصيتها في ثنائية لا تفترق، هذا ما لدى ناصر، دعونا جميعاً نحتفل دائماً بوجوده.