|


عدنان جستنية
سيذكرني قومي إذا الرياضة توحشت
2019-01-03
مرت “7” أيّام وحالة من السكون والهدوء تخيم على رياضتنا السعودية، أسبوع كامل توقف ذلك الصخب الذي شهدته الساحة الرياضية منذ تعيينه رئيساً لهيئة الرياضة، فتذكرت شطر بيت شعر لـ”عنتر بن شداد” قائلاً: “سيذكرني قومي إذا الخيل أقبلت”؛ فقفزت إلى رأسي فكرة كتابة هذا المقال ولم أجد عنوانًا أفضل من حالة تشبيه لفارس ترجل عن جواده.
ـ كنّا حينما نمدحه ونثني على أعماله وإنجازاته نوصف من معشر “التويتريين” بأننا “مطبلون”، واليوم غادر الكرسي ولم تعد له تلك “السلطة”؛ فلا أظن ما سأكتبه يأخذ نفس منحنى “اتهامات أيضًا ستحاصر بنات أفكاري، وأحسب أن من كانوا ضده على المستوى الشخصي أو العملي بعد أسبوع من ابتعاده لن يذهبوا بعيداً عن انطباع ومشاعر صادقة، أن لغياب هذا الرجل “وحشة” ولابتعاده عن الرياضة “فقداناً” بدأنا نحس به وبحجم تشوقنا لأجواء كانت تعطي معنى وقيمة للحياة.
ـ مع قوة شخصيته وشجاعة مواقفه وصرامة قراراته وحماس عطائه وروعة أفكاره وبساطته وخفة دمه وبراءة قلب طفل في داخله، كان يراودني سؤال يتكرر وأنا في حالة من الذهول، حول مكونات هذه الشخصية، كيف عثر وتعرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووجد فيها ضالته، ليشغل منصباً مدركاً أنه على قدر “الثقة” و”مبدع” متفانٍ في عمله وهو الذي كان يعمل بالسلك العسكري؛ فلابد أن “أبا سلمان” غاص في أعماق هذه الشخصية وأيقن أنه من سينفذ أفكاره ويطبق جزءًا كبيرًا من رؤيته في مرحلة هو رجلها.
ـ تركي آل الشيخ كان محل جدل في الداخل والخارج، واختلاف حول شخصية تشكلت بروح مواطن بسيط حافظ على هيبة المسؤول، متخلياً عن “قناع” المظاهر الكذابة و”بريستيج” الوزير، في الفترة التي قضاها كان مثل المطر لها “محب وكاره” ولا غرابة في ذلك؛ فالنجاح له “ضريبة” ولو كان “مثالياً” في كل شيء، فإنه لن يسلم من حالتي “الرفض والقبول” وفق منطق بشري يقول “إرضاء الناس غاية لا تدرك”.
ـ مقومات وأرضية النجاح التي توفرت له، متوفرة أيضاً لرئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي، ولكن كل له سياسته ومنهجيته ونجاحاته، إلا أن سمات شخصية “أبو ناصر” لم يألفها مجتمعنا، ولهذا أعيد وأكرر “سيذكرني قومي إذا الرياضة توحشت” له بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة في موسوعة “نجاح” لا مثيل له.