حارس المنتخب السعودي يرفض الحديث عن التشكيلة.. ويتمنى تحقيق اللقب
النتيف: الأخضر مرعب
تنتظر الجماهير السعودية الظهور التاسع للأخضر السعودي في نهائيات كأس آسيا، التي انطلقت أمس في الإمارات.
وأكد تيسير النتيف، حارس مرمى المنتخب السعودي السابق، أن الأخضر مرشح دائمًا لإحراز كأس الأمم الآسيوية مهما كانت ظروفه، مشددًا على قدرة الأخضر على تحقيق اللقب.
وفي حواره مع “الرياضية”، أوضح تيسير، أن الأخضر لا يعاني هجوميًّا، بل هناك تغييرٌ في الأسلوب الهجومي في الكرة التي يلعبها، تماشيًا مع تطورها في كافة دول العالم، مبينًا أن النظرة السوداوية، التي يلحظها بعضهم، عادةٌ دائمةٌ قبل أي استحقاق، لكنها سرعان ما تنتهي.
01
كيف تقيِّم إعداد المنتخب لكأس آسيا؟
إعداد المنتخب جيد جدًّا، وقد حصل الجهاز الفني على انطباع كامل عن إمكانات وقدرات اللاعبين. خضنا مباريات قوية ومفيدة، خاصةً في بطولة “سوبر كلاسيكو” التي احتضنتها السعودية، إضافة إلى اللقاء الأخير أمام كوريا الجنوبية، وأعتقد أن خطة الإعداد كانت جيدة، على الرغم من عدم وجود معسكرات طويلة كما كان عليه الحال في السابق.
02
ما رأيك في المنتخبات التي تضمُّها مجموعة المنتخب السعودي؟
بشكل عام، كرة القدم الآسيوية متقدمة ومتطورة، ولا يمكن التنبُّؤ بما سيجري في أي مجموعة، لكن على الورق، يظل المنتخب السعودي الأعلى كعبًا، والمرشح الأول في مجموعته للعبور إلى الدور التالي، وهذا لا يعني أن المباريات ستكون سهلة على الإطلاق، فالكرة تخدم مَن يخدمها، وكلنا ثقة في جميع مَن تشرَّفوا بارتداء الشعار الأخضر.
03
شخصية المنتخب التي يخشاها الجميع في آسيا، هل ما زالت موجودة؟
بالتأكيد ما زالت موجودة. المنتخب السعودي مرشح دائمًا للبطولات مهما كانت أوضاعه وظروفه. سابقًا مثَّل الأخضر لاعبون كبارٌ، زرعوا الرعب في قلوب جميع المنتخبات التي واجهتنا، وحققوا إنجازات مهمة، ولهم فضل كبير فيما وصلت إليه كرتنا حاليًّا. كانوا يخلصون لشعار المنتخب، ويدافعون عنه بقوة، وأنا منهم.
04
يظن الكثيرون أن المنتخب السعودي ضعيفٌ حاليًّا في الناحية الهجومية..
هل توافق على ذلك؟
كلا، لا أتفق مع هذا الرأي. ربما تكون القوة الضاربة في خط الهجوم السعودي قد تراجعت قليلًا، لكنَّ هذا لا يعني أننا أخطأنا في جوانب محددة. المنتخب يشهد تغييرًا في أسلوب لعبه، وهذا ما نراه في الكرة العالمية ككل حاليًّا، مثلًا الكرة الأوروبية الحديثة، ليست هناك مهمة محددة للمهاجم “التسجيل فقط”، إذ يؤدي أدوارًا أخرى مكمِّلة لأدوار زملائه، تساعد على تفوُّق فريقه، وأعتقد أن المدرب بيتزي يفضِّل هذا الأسلوب، لذا اختار العناصر الملائمة لذلك.
05
هناك نظرة سوداوية تلاحق المنتخب السعودي على الرغم من تفوقه أخيرًا بالوصول إلى كأس العالم “روسيا 2018”، ما السر وراء الأمر؟
غالبًا لا تتفاءل الجماهير الرياضية قبل أي استحقاق، إذ تظهر نسبة من التشاؤم بينها، وهذا أمر نفسي سببه معطيات حقيقية، أو نظرة فنية، لكنه سرعان ما يختفي مع بداية المنافسة والتقدم فيها. أعدكم بأن يلتف الجميع حول الأخضر، ويدعمه بكل قوة.
06
هل هناك منتخبات يجب أن نخشاها؟
لا يجب أن نخشى أي منتخب. علينا أن نخشى من عدم الظهور بصورتنا الحقيقية، وألا يقدم لاعبونا المستوى الكبير والقدرة والكفاءة التي يتميزون بها.
07
تشكيلة الأخضر، هل تراها الأمثل؟
هذا ليس وقتًا مناسبًا للحديث عن التشكيلة. بيتزي تابع طوال العام الماضي الدوري السعودي، وكان قريبًا من اللاعبين، لذا نحترم اختياراته، وكل مَن يرتدي شعار الأخضر بلا شك جدير بذلك، وواجبنا تشجيعهم ودعمهم.
08
ما أكبر أخطاء بيتزي، وكيف يمكن
أن يصحِّحها؟
لا يمكن تقييم الأخطاء من خلال المباريات التجريبية. المحك الحقيقي يكون في المباريات الرسمية، التي يترتَّب على الخسارة والفوز فيها تبعات كثيرة، أما التجارب فتشهد لجوء المدرب إلى بعض الخطط لاختبار إمكانية تنفيذ أسلوب معين، أو الاستفادة من لاعب ما. فقط كنت أتمنى أن يكون هناك ثبات في حراسة المرمى بدل التغيير من مباراة لأخرى، وهذا ما شاهدناه حتى في مشاركتنا في كأس العالم، أعتقد أن الاستمرارية مهمة للحارس.
09
من خلال خبرتك الطويلة بوصفك حارس مرمى، أين تضع الحراسة السعودية آسيويًّا، خاصةً أن الجميع يتغنَّى بأمجاد الدعيع مع المنتخب؟
ما زالت الحراسة السعودية رائدة، ونملك حراسًا جيدين جدًّا. الحمد لله، لدينا ثلاثة حراس بارزين، ويمتلكون كفاءة كبيرة في صفوف المنتخب، وهذا ما يحتاج إليه أي مدرب. الرياضيون جميعًا تساءلوا إذا كان حضور الحارس الأجنبي سيُفقدنا الحارس المحلي، وبعد التجربة، يمكننا أن نقول اليوم: إن وجود هؤلاء الحراس ذوي المستوى الكبير أسهم في تطور حراسنا. نعم الدعيع صنع اسمًا كبيرًا في عالم حراسة المرمى، لكنَّ الفرضة ما زالت متاحة لحراسنا الحاليين لتسجيل أسمائهم بأحرف من نور، وأدعوهم إلى الاستفادة من نصائح الأخ حسين الصادق الذي تعد شهادتي فيه مجروحة. اليوم يرافق هؤلاء الحراس نجم وقدوة في كل شيء، ووجوده معهم مهم للغاية، وأتمنى أن يكون عاملًا إيجابيًّا إضافيًّا خلال البطولة، وشخصيًّا أثق فيه، وأعرف الإحساس الذي سيشعر به اللاعبون جميعًا، وهم يستمعون إلى تجاربه وكلماته المحفزة داخل غرفة الملابس، وحتى أثناء اللعب.
10
لعبت مع المنتخب السعودي في كأس آسيا 2007، لماذا أخفق في تحقيق اللقب؟
لم نفشل على الإطلاق. وصلنا إلى النهائي، وأضعنا ركلة جزاء، لو سجلناها ربما كنا اليوم أبطالًا. في كرة القدم لا يمكن للجميع أن يفوز، وهذا ما حدث، وبعيدًا عن أي شيء، أعتقد أن مجرد وصولنا إلى النهائي وسط التغييرات التي تمَّت، والظروف المحيطة بنا إنجاز حقيقي، فقد حققنا وصافة آسيا، وكنا الأجدر بتحقيق اللقب، وهذا ما أكدته ردة الفعل في الشارع الرياضي، الذي كان ينتظر اللقب.
11
في 2004 تذيَّل المنتخب السعودي مجموعته وخرج مبكرًا، ما الأسباب؟
ما حدث في رأيي ضريبة صناعة جيل جديد. الأخضر غيَّر الكثير من عناصره في ذاك العام، وعلى الرغم من ذلك تمكَّن بعد ثلاثة أعوام من تحقيق الوصافة، وهذا ما يؤكد قولي: إن المشكلة لم تكن فنية، فالبناء يحتاج إلى وقت طويل حتى يقدم منتخبًا متجانسًا، وهذا سبب خروجنا المبكر حينها.
12
لماذا لا نرى إثارة كأس الخليج
في البطولة الآسيوية؟
الأجواء مختلفة تمامًا بين البطولتين. منتخبات غرب آسيا في البطولة القارية لها حضور مميز وتأثير كبير، والمنتخبات الخليجية نادرًا ما تقع في المجموعات نفسها. في كأس الخليج تكون الإثارة حاضرة، وهذا أمر طبيعي فطعم الفوز على الأخ أو القريب مختلف عن الفوز على البعيد.
13
ذكريات لا تنساها في كأس آسيا؟
كأس آسيا 1996، بطولة لا يمكن أن أنساها أبدًا، فقد كانت تجربة جديدة بالنسبة إلي بوصفي لاعبًا، وحضرت فيها الإثارة في جميع المجموعات بتساوي ثلاثة منتخبات بالنقاط. البطولة كانت في الإمارات والحضور الجماهيري كان كبيرًا، خاصةً في المباراة النهائية التي لعبنا فيها أمام صاحب الأرض المنتخب الإماراتي، والحمد لله، انتصرنا بركلات الترجيح. لقد كان يومًا رائعًا، ولقبًا أروع، وكل الأمنيات أن نعود إلى التتويج مجددًا بالكأس الأغلى في القارة وفي الإمارات نفسها.