|


أحمد الحامد⁩
سامح
2019-01-06
ـ المتسامح من أذكى الناس الذين يعرفون كيف "يكبرون دماغهم"، لأنه إذا ما سامح استطاع أن يتفرغ لنفسه ولحياته، غير المتسامح شخص فقد نفسه وأشغلها في التفكير في طرق ومستوى "الزعل" وأضاع وقته في إثبات خطأ الآخر وسوء سلوكه، المتسامح إنسان لديه عقل ينظر للأمام، غير المتسامح إنسان متوقف في مكانه وتوقفت عنده ساعة الزمن.
ـ سامح من أجل أن ترى نفسك كبيراً واعجب بها إذا ما فعلت ذلك، لأنها تستحق الإعجاب، سامح من أجل أن تعزز تصرفات عقلك وأن تمنحه حرية قراره، وألا تحمل معك الأثقال وأنت تسمو في نفسك، طائراً دونما أحمال.
ـ سامح حتى تصل إلى مرحلة الصفاء، وحتى تشعر بنبلك وتحصل على هذا الإمتياز الذي لا يحصل عليه إلا القلّه، سامح حتى ترسم صورتك لنفسك، أعلم أنه مطلب كبير، لكنك أكبر، أنت من تصنع الأشياء وتحركها، أنت من يكتب المواقف ويصّور المشهد، سامح حتى إذا ما جاءك النعاس تنام بملء عينيك وبعمق، حتى تصحو وأنت مستعد للابتسام، سامح حتى تصبح بطلاً أمام نفسك، وتنظر بعطف على كل من يرى سماحتك ضعفاً.
ـ هل ترى أنني طلبت منك شيئاً لا تستطيع فعله؟ أنت تعلم بأنك تستطيع ذلك، أن تهزم كل محاولات الرفض، وأن تتخلص من كل ما أوقفك من فعل ذلك، كن مع الجانب الذي يقول لك سامح، أعطه هذه الفرصة واستمتع بالنتيجة، قد يكون جرحك كبيراً ولكن هل ستبقيه مفتوحاً للأبد؟ أن تمضي الوقت تشكو من آلامه؟ جرحك يضعفك ويشغلك.. ضع عليه المرهم السحري، حتى تتخلص منه للأبد وتتركه وتمضي إلى حيث شئت.
ـ إليك هذه التجربة: كل من سامحتهم نسيت جروحهم وانشغلت عنهم، وآمل أن يتعاملوا معي بنفس ما عاملتهم إذا ما أخطأت يوماً بحقهم، ها أنا أمامك أشعر بخفة فراشة، وأشعر بمتعة التجربة وأرى امتداداً طويلاً، ها أنا مشغول بتنفيذ جدول طويل، أوله الاهتمام بنفسي وبأسرتي الصغيرة وعملي الطموح، لست مستعداً أن أضيف على جدول أعمالي أية منغصات ولا أثقال، ولا أريد أن أتوقف.
ـ الآن بإمكانك أن تنطلق، وحتى تفعل ذلك عليك أن تتخلص من الأحمال، سامح حتى تعدو سريعاً.