|


فهد عافت
نوعيّات
2019-01-08
ـ هناك نوعيّة من الناس، غريبة بعض الشيء، يحبّون المنفعة، لكنهم لا يشعرون بإمكانيّة المنفعة في ظروف طيّبة وأحوال سعيدة!، لذلك يختلقون مشاكل بين الناس، أو على الأقلّ فإنهم يتمنّون وجودها، يتمنونه لدرجة تسمح بمساعدات صغيرة لهذه المشاكل والعقبات كي تحدث!، بعد ذلك يحاولون إصلاح ذات البين!.
ـ نوعيّة أخرى من الناس تؤذيك بمودّتها الزائدة عن الحدّ!. تُدخلك هذه النوعيّة في خصوصيّاتها بشكل يشعرك بالحرج، وبقلّة الحيلة أيضًا!، تسأل نفسك: وما دخلي أنا بأمر خاص وحسّاس كهذا، وما الذي بيدي لأعمله وأنا لا آخذ "العِلْم" إلا من طرف واحد، وحتى هذا الطرف لا أعرفه تمام المعرفة؟!، ثم إنك وما إنْ تتهوّر وتدخل في الموضوع، حتى تصير مُعاتبًا، إمّا من نفسك لأنك نصحت أو حكمت والصورة ناقصة أصلًا!، وإمّا مُعاتَبًا من الآخر، لفشلك في حل المعضلة، أو ـ وهذه مصيبة مصائب ـ لأنك لم تبادله نفس المودة، فلم تدخله في خصوصياتك كاشفًا له مثلما كشف لك عن الثقة واجبة التبادل في نظره!.
ـ نوعية ثالثة، أسميها "التّختاريّة"!. هذه النوعية لها نقيق الضفادع!، إنها لا تكتفي بأن تختار لك بدلًا عنك، ما يجب أن تأكل أو تشرب، أو تلبس، أو تسمع من أغنيات، أو تشاهد من أفلام، لكنها تقدّم خدمات إضافيّة أخرى مهمّة، من هذه الخدمات تخطيئك فيما فعلت!. فإن قلت مثلًا إنك سافرت إلى القاهرة وتركيا ولندن، قالت لك: "لا.. لا، طالما ما رحت ماليزيا.. ما سافرت"!. وكذلك في الكتب، وكذلك في الأثاث، الخ...!.
ـ وهناك النوعية التي تكتب لك مثل هذه المقالات الغثيثة!.