|


خلافات الهلال والنصر.. من «العالمية» إلى «قطعة أرض»

الرياض – عبدالرحمن عابد 2019.01.25 | 12:15 am

تنافس شرس بين قطبي العاصمة في آخر أربعة عقود، بدأ بين الفريقين داخل الملعب واستمر خارجه أثناء المقابلات التلفزيونية، فيما امتد إلى خطف النجوم أثناء المفاوضات، والاعتقاد بمؤامرات لجان اتحاد القدم بجانب لقب العالمية، حتى وصل الصراع مؤخرا إلى قطعة أرض في حي الرائد شمال الرياض.
في الأسبوع الجاري دخل الطرفان إلى حلبة جديدة، وهو ملعب جامعة الملك سعود، حيث يؤكد الهلال احتكار الملعب دون غيره بعقد مبرم مع شركة صلة الرياضية، ولكن رئيس النصر سعود السويلم يطالب بخوض المباريات فيه، وسط تأييد رئيس اتحاد القدم قصي الفواز، الذي قوبل بتحذير هلالي علني من الرئيس محمد بن فيصل بقوله: «ملعب الهلال هو ملكٌ له».
آخر صراعات النصر والهلال في الآونة الأخيرة، كانت حول تقنية التحكيم بالفيديو، حيث يعتقد النصراويون أن خدمة «VAR» ساهمت في منح الهلال الصدارة، مشيرين إلى ركلة جزاء أهلاوية غير محتسبة بعد أن لمس الفرنسي غوميز الكرة بيده، بينما عطّلت التقنية القطار النصراوي بإلغاء هدف المغربي حمدالله أمام التعاون، وحرمته من عدة ركلات جزاء.
مفاوضات الهلال والنصر مع اللاعبين، أشبه بـ«عدائين» في سباقات 5000 متر، حيث لا تنتهي إلا عند الأمتار الأخيرة، مثلما حدث في مفاوضات النجم الإماراتي عموري الصيف الفائت، فيما تكرر نفس السيناريو مع نجوم آخرين مثل ياسر الشهراني وعوض خميس وعيسى المحياني وعبدالعزيز الجبرين ومحمد الدعيع وبشار عبدالله وجاسم الهويدي.
أكثر الخلافات المشتعلة بين المشجعين، قضية وقصة «العالمية»، إذ يؤكد مشجعو الهلال بأنهم أول فريق سعودي وصل إلى مونديال كأس العالم للأندية في إسبانيا عام 2001، ، ولكن تم إلغاء البطولة لأسباب مالية، معتبرين مشاركة جارهم الأصفر بمونديال 2000 في البرازيل، جاءت دون استحقاق وبتسهيلات الاتحاد الآسيوي.
التصريحات الإعلامية أخذت حيزاً كبيراً لدى الجانبين، أبرزها تصريح رمز النصر عبدالرحمن بن سعود حينما قال: «إذا كلفت برئاسة الهلال أول قرار سأتخذه تقديم استقالتي». بينما قال الرئيس الهلالي الذهبي عبدالله بن سعد بعد فوز الهلال بإحدى الديربيات: «التنافس انتهى بين الهلال والنصر، وعلى الهلال البحث عن منافس حقيقي، كي يبقى في أجواء التحدي والمنافسة».
وعلى صعيد الأساطير، ما يزال الخلاف شائكاً في العاصمة بين ماجد عبدالله وسامي الجابر، رغم اعتزالهما الكرة منذ سنوات طويلة، إذ يرى الهلاليون أحقية سامي بنجومية الكرة السعودية، بعد مشاركته 4 مرات في كأس العالم وفوزه بكأس آسيوية وكأسين خليجيين، بينما يقف أنصار ماجد في الجهة المقابلة ملوّحين بأول هدف سعودي عالمي في أولمبياد لوس أنجلوس بجانب تحقيقه كأسين آسيويين ومشاركته بالمونديال الأميركي.
يقول فهد الدوس، الصحافي المعروف والمؤرخ الرياضي، إن منافسة الهلال والنصر، بدأت منتصف الستينيات الميلادية، إثر تراجع الشباب فنياً، حيث انطلقت آنذاك بين الفريقين نزالات قوية أخذت طابع الإثارة، وامتدت آثارها الملتهبة إلى جماهير الناديين، وبالتالي بعد عقود من التنافس بات من النادر أن يخلو منزلا في الرياض دون أن تجد مشجعاً هلالياً أو نصراوياً.