|


هيا الغامدي
تعددت الأسباب و«الإخفاق واحد»
2019-01-24
لا جديد في وضع منتخبنا طالما أن النهاية تقودنا للنقطة التي انطلقنا منها؛ نقطة البداية والعمل من جديد والنهاية "رجع بخفي حنين".. أتساءل بيني وبين نفسي:
أيعقل كل المدربين الذين دربونا سيئون؟!
لماذا نعلق فشلنا إذن عليهم وهم جزء من المشكلة؟! لماذا نجعلهم الشماعة البالية لتعليق الأخطاء و"الذنوب" وجعلهم كبش فداء؟! كم مدرسة تدريبية تناوبت على تدريب منتخبنا؟! أيعقل أن السبب من هؤلاء ولاعبونا أبرياء؟! كم فكر تدريبي مر علينا؟ هل جميعهم خطأ ولاعبونا الصح؟! لا ننكر التناغم الجميل بين كرتنا والمدرسة اللاتينية التي "شفنا معها أيام حلوة"، إنجازات/ وبطولات، لكن المدرسة الأوروبية أيضًا كانت جيدة كفترة مارفيك "الهولندي"، الذي بدأنا نتحسر عليه، الذي أُغتيل عقده التدريبي مع المنتخب فجأة وفي غمضة عين، كان يمكن التحايل على مسألة استمراريته بالشكل الذي يرضيه ويرضينا... ولكن؟!!
أغلبية الفرق العربية التي غادرت البطولة ودعت بصعوبة و"بطلوع الروح" ونحن؟! منتخبنا استسلام وتسليم للمباراة بسهولة ويسر، كشف المستور ابتدأ أمام قطر ومن بعده الكارثة بالأدوار الإقصائية أمام اليابان الذي أحكم إغلاق "البيبان" وعمل "بلوك دفاعي" لم نستطع إيجاد مفر منه لا بخلخلة ولا بتحايل ولا بكرات طويلة ولا رأسية ولا ولا...، ذكاء الياباني جعله يطاوعنا/يسايرنا بلعبة الاستحواذ للنهاية واقتناص التوقيت المناسب له لعمل "لسعته" والخروج بما يريد؛ لك الاستحواذ والسيطرة ولي النقاط والتأهل، اليابانيون استهلكوا طاقتنا وأرهقونا فنيًّا/ ذهنيًّا/ نفسيًّا، وأخرجونا من البطولة بسهولة بسلبية بيتزي ومجموعته، قد يقول قائل وما ذنب المدرب وهذا أفضل الموجود و"الجود من الوجود"، والمسألة مترابطة ومتزامنة مع بعضها، قد لا يكون ذنب بيتزي خامة اللاعبين البدنية والذهنية و..، وليس ذنبه أن أغلبيتهم مهملون محليًّا بالوقت الذي يسرح "الأجنبي" ويمرح في الدوري، ذنبه إصراره على نفس سياسة الاستحواذ التي ضيعت/ أرهقت المنتخب، وعدم وجود هوية للمنتخب، وعدم تفاهم اللاعبين مع بعضهم، ولا حلول إدراكية لإشكاليات الخصوم كدفاع المنطقة وغيرها...! ومع ذلك يتحمل اللاعبون المسؤولية أكثر من المدرب بغياب الروح واحترام الخصم وبالمزاجية، وإلا أيعقل نتجاوز مصر المدججة بالنجوم/ المحترفين في المونديال، ونأتي لمنتخب "مرقع فنيًّا" ونهزم أمامه بطريقة سخيفة! باستثناء قوة اليابان وواقعية خسارتنا منه! فهل خبرة لاعبينا من خذلنا أم طريقة بيتزي أم بهما معًا؟! تعددت الأسباب و"الإخفاق واحد"، وإذا كنا نأتي بالمدربين لتدريب لاعبينا؛ فمن يعلمهم الإحساس بالمسؤولية ويزرع داخلهم الضمير؟! خفضوا عقودهم لمستوى عطائهم بالملعب.. يمكن "يتعدل الحال"...!