|


طلال الحمود
قذافيات
2019-02-02
رحل الزعيم الليبي معمر القذافي وهو يؤمن حتى اللحظة الأخيرة من حياته أنه أذكى رجل في العالم، وأن ما قام به من "شطحات" طوال حياته يعتبر إضافة لتاريخ البشرية، والأدهى أن بعض مريديه مازال يعتقد بعبقرية القذافي وأفكاره الغريبة حتى بعد رحيله!.
كانت تصرفات وأفكار القذافي تستأثر بالأضواء؛ ما جعل بقية المهرطقين من زعماء الدول العربية يعيشون في الظل، ولم يتوقع أكثر العرب تشاؤماً أن تنتقل حمى الهرطقة إلى الخليج العربي، خاصة بوجود قيادات تتميز بالاعتدال والحكمة.. في عام 2011 حدث اصطدام مباشر بين القذافي وتنظيم الحمدين بهدف حسم زعامة الهرطقة في العالم العربي، ونجح حينها التنظيم القطري في قتل القذافي وسحل جثته، إيذاناً بانتقال عاصمة الشطحات من طرابلس إلى الدوحة!.
وحين يشاهد العرب ما يفعله حمد بن خليفة في قطر، يدركون أن القذافي رحل تاركاً أفكاره الغريبة لوريث يبحث عن فرصة من أجل أن يملأ العالم بالمتناقضات والشطحات التي لا تقل غرابة في حقيقتها عن جنون الكتاب الأخضر وملابس ملك ملوك إفريقيا المتوّج.. أيضاً في الدوحة يتم شراء الولاءات السياسية للإضرار بالجيران، كما اشترى العقيد الليبي الولاءات في إفريقيا، وتطول المقارنة غير أن مؤشرات الجنون واحدة!.
استخدم القذافي كل شيء لخدمة شطحاته، دخل إلى كواليس كرة القدم بحثاً عن شراء ولاء رئيس الوزراء الإيطالي ومالك نادي ميلان سيلفيو بيرلسكوني، خاصة أن الأخير يمتلك إمبراطورية إعلامية من شأنها تلميع سمعة العقيد في أوروبا، وفي المقابل توجه حمد بن خليفة إلى كرة القدم إيضًا لشراء ولاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من خلال استثمارات رياضية، تجعل من قطر دولة أولى بالشطحات!.
في حياته الخاصة حاول حمد بن خليفة تقليد جنون القذافي، واستنسخ تقريباً شخصيات عائلة العقيد في بيته، حتى أصبح أبناء الشيخ السابق يركبون الخيل في المناسبات الكبرى، ويلعبون كرة القدم أمام الناس، بينما بات أغلب النسوة في هذا البيت يتشبهن بعائشة القذافي!.
أخيرًا.. ردد القذافي طويلاً أنه حفيد الصحابة وصاحب حق في فتوحاتهم، بينما كان حمد بن خليفة يردد أنه حفيد القعقاع بن عمرو، ما جعله يسمي أصغر أبنائه "القعقاع" على أمل أن يصبح هذا الصغير في المستقبل "قعقاعاً" كبيراً، يستطيع أن يحافظ على "قعقعة" الأسرة التي كاد القذافي يستولي عليها دون وجه حق!.