|


طلال الحمود
تحفة
2019-02-09
اعتاد كثير من الناس على العيش وسط مصاعب مالية لا تنتهي، وبات الإنجاز الحقيقي لملايين الموظفين يتمثل بالحد من انهيار “الاقتصاد المنزلي” وتأمين الحاجات الأساسية دون اللجوء إلى الاقتراض والدخول في دوامة الإجراءات القانونية والمطالبات المالية، حتى أصبحت خطة هؤلاء الموظفين دفاعية تعتمد على تحقيق المكاسب الحياتية من خلال اللعب بحذر على “المرتدات” لخطف “هبرة” من هنا أو هناك لتحسين الوضع المتدهور ولو مؤقتاً!
وكثيراً ما حانت الفرصة ونزلت الثروة فجأة على الموظف الغلبان، دون أن يحسب لها حساباً أو حتى يفكر كيف ينفقها، خاصة أنه لم يعتد إلا على تسديد الديون والصرف على الحاجات الأساسية، ولم يضع في خططه الخمسية يوماً فكرة ادخار المال أو استثمار جزء منه، بسبب أن الإيرادات بالكاد توازي المصروفات، ما يجعله ينفق الثروة الطارئة بطريقة أقرب إلى العشوائية، حين يشتري أشياء لا يحتاجها أو حتى لا يعرف قيمتها، لمجرد تلبية الرغبات والانتقام من ذل تلبية الحاجات.!
حال الأندية السعودية لا يختلف كثيراً عن الموظف “الطفران” والثروة التي هبطت عليه، بعدما اعتادت الأندية على التقشف، والتخطيط للموسم بتحصين النادي أولاً من عقوبات الاتحاد الدولي بسبب المطالبات المالية، وبعدها تأتي بقية الخطوات بإجراء التعاقدات الضرورية وصرف رواتب اللاعبين على طريقة “مد لحافك على قد رجليك”!.
هبطت الثروة على الأندية منذ عام ونصف، بعدما ضخت الحكومة مئات الملايين في خزائنها.. فجأة أصبحت هذه الأندية غنية وتحررت من ذل الديون وقضايا السماسرة في أروقة “فيفا”، غير أن تصرف رؤساء هذه الكيانات بالمال برهن على أنها تواجه مصاعب في التأقلم مع الوضع “المخملي” الجديد، ما جعل بعضها يجري تعاقدات أقرب إلى إنفاق الموظف “الطفران” الذي بات ثرياً، ملايين الريالات لشراء تحفة أثرية دون أن يعلم ما فائدتها!
ومع أن بعض الأندية استفادت من فشلها في التعامل مع الثروة، ومنها الاتحاد الذي تعلم بقسوة من شراء التحفة “كارليتو” بعشرات الملايين، إلا أن أندية كالأهلي مازالت تنفق المال على طريقة شراء التحف القديمة، ويكفي دليلاً قائمة الفريق التي تضم مدرباً بعمر67 عاماً، وأكثر من ستة لاعبين تتراوح أعمارهم بين42 و34 عاماً، دون الاهتمام باستثمار المال لجلب لاعبين شبان يمكنهم خدمة النادي مستقبلاً، خاصة أن تدريبات الفريق باتت أشبه باجتماع لمجلس الآباء بسبب وجود اللاعبين الشبان إلى جانب كبار السن في مشهد انفرد به الأهلي هذا الموسم!.