وهات يا كذب!. الشاعر ابن بيئته، هذا قول صحيح ومُعافى، لكن حكاية الاستدلال على ذلك بحكاية ابن الجهم والمتوكِّل، لا أشتريها بفلسين!.
ـ يُحكى أنّ الشاعر علي بن الجهم، وقد أتى من البادية، أشعث أغبر، لا يعرف عن المدينة شيئًا، دخل على الخليفة المتوكّل، فأنشد مادحًا: "أنت كالكلب في حفاظك للودّ وكالتّيس في قِراع الخطوبِ!/ أنت كالدّلو لا عدمناك دلوًا.. من كبار الدِّلا عظيم الذَّنوبِ"!.
ـ ثم وبعد أن استوطن المدينة، وتمدّن، وعرف من بغداد ما عرف، وقطف منها ما قطف، وغرف منها ما غرف، أنشد: "عيون المها بين الرصافة والجسر.. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري/ أعدنَ لي الشوق القديم ولم أكن.. سلوتُ ولكن زِدْنَ جمرًا على جمرِ"!.
ـ وتُكتب الحكاية، وتدور على الألسن، وهي لو اكتفت بكونها نُكتةً لأمكن قبولها، لكنها تُقدَّم كحقيقة تاريخيّة، وأحيانًا كمادّة تعليمية، وبها يُستَشهَد!.
ـ طيّب يا حبيب قلبي، ودع عنك أنّ المتوكّل لم يكن بهذه السماحة ليسمح للسانٍ كهذا بقول بيتٍ آخر يَعقب مطلع: "أنت كالكلب.."!،
ـ بل ومن المستحيل تصديق أن شاعرًا، أي شاعر، يبدأ بهذا الوصف مع خليفة، أي خليفة، ثم يبقى رأسه فوق كتفيه ولسانه في فمه إلى أن يُتِمَّ البيت نفسه أصلًا!. وإلّا فما مهنة السّيّاف؟! ديكور؟!.
ـ الأطبع من طبيعي بطبيعتين ونصف هنا، أن يصل الشاعر إلى قبره قبل أن يصل إلى قافيته!.
ـ لكن، وكما قلنا، دعك من هذا!. لنفترض أن المتوكّل يومها كان منشكحًا على الآخر، أو أنه كان بأجنحةٍ ملائكيّة الرحمة لا تُرى بالعين المُجرَّدة، متصالحًا مع نفسه مُتسامحًا مع الناس، حكيمًا حليمًا، وعليمًا بأسرار الأدب وأثر البيئة وتاريخ هذا الشاعر البدويّ الذي دخل عليه لأوّل مرّة!.
ـ وأنه وكما تقول الكتب عَلِم بنباهته وحصافته حُسن المقصد فتسامح مع وعورة اللفظ و"دفاشة" التشبيه!. "هاه"؟!، ما رأيك يا حبيب القلب، تريد أكثر من هذا التسامح؟!، أظن أننا كفّينا ووفيّنا!.
ـ طيّب!. ومتى كان أهل البادية يمدحون، حين يمدحون، بالكلاب والتيوس؟!. فاتت عليك هذه صح؟!، ما علينا!.
ـ طيّب!. هل كان البدويّ بحاجةٍ إلى مفارقة الصحراء والبادية، والتبطّح في بغداد، ليعرف وقتها فقط الظِّباء وعيون المها فيكتب عنها؟!. من مَدَّنَ الظِّباء وبغدد أمّها، فلم يلتق بها البدوي إلا في "شانزيليزيه" زمان، بين الرصافة والجسر؟!.
ـ أليست الغزلان من بيئة البادية أيضًا، أم أن الكلاب والتيوس فقط هي التي من بيئتها؟!. ما الذي تغيّر بيئيًّا بالضبط؟!.
ـ الذي ألّف حكاية "أنت كالكلب في حفاظك للودّ.." كان ساذجًا على نحو يدعو للرثاء، أو خبيثًا يريد الإساءة للبدو!. والذين صدّقوها، وما زالوا يستدلّون بها، تجوز على قلوبهم الشفقة وعلى عقولهم الصّدَقة!.
ـ يُحكى أنّ الشاعر علي بن الجهم، وقد أتى من البادية، أشعث أغبر، لا يعرف عن المدينة شيئًا، دخل على الخليفة المتوكّل، فأنشد مادحًا: "أنت كالكلب في حفاظك للودّ وكالتّيس في قِراع الخطوبِ!/ أنت كالدّلو لا عدمناك دلوًا.. من كبار الدِّلا عظيم الذَّنوبِ"!.
ـ ثم وبعد أن استوطن المدينة، وتمدّن، وعرف من بغداد ما عرف، وقطف منها ما قطف، وغرف منها ما غرف، أنشد: "عيون المها بين الرصافة والجسر.. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري/ أعدنَ لي الشوق القديم ولم أكن.. سلوتُ ولكن زِدْنَ جمرًا على جمرِ"!.
ـ وتُكتب الحكاية، وتدور على الألسن، وهي لو اكتفت بكونها نُكتةً لأمكن قبولها، لكنها تُقدَّم كحقيقة تاريخيّة، وأحيانًا كمادّة تعليمية، وبها يُستَشهَد!.
ـ طيّب يا حبيب قلبي، ودع عنك أنّ المتوكّل لم يكن بهذه السماحة ليسمح للسانٍ كهذا بقول بيتٍ آخر يَعقب مطلع: "أنت كالكلب.."!،
ـ بل ومن المستحيل تصديق أن شاعرًا، أي شاعر، يبدأ بهذا الوصف مع خليفة، أي خليفة، ثم يبقى رأسه فوق كتفيه ولسانه في فمه إلى أن يُتِمَّ البيت نفسه أصلًا!. وإلّا فما مهنة السّيّاف؟! ديكور؟!.
ـ الأطبع من طبيعي بطبيعتين ونصف هنا، أن يصل الشاعر إلى قبره قبل أن يصل إلى قافيته!.
ـ لكن، وكما قلنا، دعك من هذا!. لنفترض أن المتوكّل يومها كان منشكحًا على الآخر، أو أنه كان بأجنحةٍ ملائكيّة الرحمة لا تُرى بالعين المُجرَّدة، متصالحًا مع نفسه مُتسامحًا مع الناس، حكيمًا حليمًا، وعليمًا بأسرار الأدب وأثر البيئة وتاريخ هذا الشاعر البدويّ الذي دخل عليه لأوّل مرّة!.
ـ وأنه وكما تقول الكتب عَلِم بنباهته وحصافته حُسن المقصد فتسامح مع وعورة اللفظ و"دفاشة" التشبيه!. "هاه"؟!، ما رأيك يا حبيب القلب، تريد أكثر من هذا التسامح؟!، أظن أننا كفّينا ووفيّنا!.
ـ طيّب!. ومتى كان أهل البادية يمدحون، حين يمدحون، بالكلاب والتيوس؟!. فاتت عليك هذه صح؟!، ما علينا!.
ـ طيّب!. هل كان البدويّ بحاجةٍ إلى مفارقة الصحراء والبادية، والتبطّح في بغداد، ليعرف وقتها فقط الظِّباء وعيون المها فيكتب عنها؟!. من مَدَّنَ الظِّباء وبغدد أمّها، فلم يلتق بها البدوي إلا في "شانزيليزيه" زمان، بين الرصافة والجسر؟!.
ـ أليست الغزلان من بيئة البادية أيضًا، أم أن الكلاب والتيوس فقط هي التي من بيئتها؟!. ما الذي تغيّر بيئيًّا بالضبط؟!.
ـ الذي ألّف حكاية "أنت كالكلب في حفاظك للودّ.." كان ساذجًا على نحو يدعو للرثاء، أو خبيثًا يريد الإساءة للبدو!. والذين صدّقوها، وما زالوا يستدلّون بها، تجوز على قلوبهم الشفقة وعلى عقولهم الصّدَقة!.