|


سعد المهدي
ماذا لو سلمنا الدوري للرابطة؟
2019-02-18
لم يمر موسم كروي، دون أن تتخلله ظروف مشابهة لما يمر به الموسم الحالي، ولكن مع اختلاف في الشكل والحجم والنوعية، وهذا أمر طبيعي لإدارة أي حالة تنافسية، بين أفراد وكيانات في أي مجال.
الجميع يتفق على أن 90 دقيقة، تنافسية وإن كانت في إطار قانوني، يفترض أن يضبطها محكمون هواة أو محترفون، ستتعرض لأخطاء في التطبيق أو التقدير أو الكفاءة، ومهما كانت درجة النجاح، لن تجد القبول من المتضررين، أو من يعتقدون خطأ أنهم تضرروا.
المشكلة ليست هنا، لكن في قدرة الجهة التي تنظم المسابقة، فهي إن كانت فعلاً تثق أنها قامت بعملها مع كافة اللجان، كما يجب، فهي لن تسمح بزعزعة ثقة منسوبيها، وستقوم بحمايتهم، استنادًا للوائح والقانون، الذي يحفظ للمسابقة قيمتها وعدالتها، ويبسط الطمأنينة على المشهد برمته.
تولي الرابطة مسؤولية إدارة منافسات دوري المحترفين، يبدو أنه بات ضرورة، مع منح مجلس اتحاد الكرة بعض الصلاحيات، مثل الإشراف لعام، هذه تجربة لا بد من خوضها، لأسباب كثيرة، منها تفريغ مجلس اتحاد الكرة للاهتمام ببقية أنشطة اللعبة، والمنتخبات، لعدم حشرهم في تفاصيل صغيرة، تقلل من شأنهم، وتعرضهم لحرج التجاذبات الواسعة التي لا تنتهي.
معظم الدوريات العالمية تديرها روابط المحترفين باستقلالية، وتدور صراعات قانونية مع الاتحادات، تتعلق فيما يخص عملها، وجوانب حقوق مالية وتنظيمية، في إطار تجويد منتجها، وحفظ حقوق منسوبيها، والاتحادات تشتغل على التطوير، وتوسيع قاعدة اللعبة، وتعد المنتخبات، وإعداد المدربين، والحكام والإشراف على الأكاديميات، والتخاطب مع المنظمات القارية والدولية كمظلة كبرى للعبة.
رابطة المحترفين التي يرأسها أحد الكفاءات الوطنية مسلي آل معمر، يمكن لها أن تخرج مجلس اتحاد الكرة من الحوار العدمي، الذي لن ينتهي مع أي مجلس حالي أو مقبل، أيًّا كانت تركيبته، والقرار الذي توصلت له الرابطة في اجتماعها الأخير، بنقل مهام لجنة المسابقات لصلاحياتها، يجب أن يتبعه ضم كل اللجان المعنية بإدارة دوري المحترفين إلى عهدتها، وللاتحاد أن يدير بقية شؤونه، بهيكلية أخرى يقرها.
لكن هل هذا يعني أن كل الأمور ستصبح على ما يرام، بالطبع “لا”، لكن الظن أنه العمل الذي سيحافظ أكثر على شكل ومضمون المسابقة، سيقلل من السلبيات، ويعزز من الاحترافية في العمل، ومواجهة الأخطاء التي كان يجب ألا تحدث، كما أنه سيحفظ هيبة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، ويقيهم من أنفسهم، ومن المتغولين عليهم!