|


فهد عافت
بين سناب شات وتويتر!
2019-02-19
ـ كلّما زاد عدد الناس، قلّت إمكانيّة التعامل ببساطة، تناسب عكسي. وكلّما تراجعت البساطة وقلّت إمكانية حضورها، قلّتْ المحبة، تناسب طردي!.
ـ الذين جرّبوا ردود الفعل والتواصل عبر "تويتر" من ناحية وتطبيق "سناب شات" من ناحية، غالبًا ما أمكنهم الإحساس بالفرق، حيث وضوح أكثر للحميميّة في ردود الفعل عبر "سناب شات"، بينما تزيد نسبة الوقاحة، والكلمات الفظّة الغليظة، في "منشنات تويتر"!.
ـ لا أدري مدى تأثير حضور الصورة والصوت في تلطيف العلاقات، لكنني أظنه موجودًا ولا يمكن إغفال أثَره!.
ـ عبر "سناب شات" تحضر الصور الثابتة والمتحركة ويحضر الصوت حاملًا معه تأثيرات اللحظة من نُعاس ويقظة وتعب وراحة، كلها أمور توحي بإنسانيّة أكثر قُربًا من الناس، وربما لذلك تكون ردود الفعل أكثر سماحةً، رغم عدم إمكانية اختفاء الغِلظة والهشاشة و"الدفاشة"!.
ـ غير أن أسبابًا أخرى، جوهريّة، تحضر أيضًا، ربما من أهمّها، تلك الخاصيّة التي لا تسمح لغير المُرسِل والمُرسَل إليه عبر "سناب شات" بقراءة المكتوب، بعكس "تويتر" تمامًا!.
ـ خصوصية الردود والتفاعلات في "سناب شات" تُخفّف كثيرًا، كثيرًا، من ثقل الجماهيرية وحضور الجمع الذي يتيحه "تويتر"!، ممّا يُعين على بساطة، تعين على تسامح، يعين على محبة، تُعين على تغييب استعراض العضلات!.
ـ الردود في "سناب شات" تخصّك فعلًا، بينما تكاد تكون معظم الردود في "تويتر" لا تخصّك حتى وإنْ كُتِبَتْ إليك!.
ـ هي في الغالب تعمّ الجميع، وصاحبها يعرف ذلك، وغالبًا أيضًا يطمع في استغلاله واستخدامه، ومهما كان من أمر فإنه لا يمكن له تجاهل الجَمْع، الفعلي والمُتخيَّل، الذي سيقرأ تعليقه وتعقيبه!.
ـ ثمّ ولقلّة في الاحترافية، أو لمطامع أو مخاوف جماهيرية، تشوب نزاهة الكلمات شائبة ما أو أكثر، وتتراجع البساطة متيحةً المكان لحسابات وتقديرات جَمعيّة!.
ـ وآه.. ما أسوأ النصيحة حين تأخذ شكل التخطيء!.