الاتحاد.. كل 10 أعوام.. قصة لا تنسى
منذ أكثر من 60 عامًا يلاحق مشجعنا الاتحادي ابن العشرة أعوام أصفره أينما حلّ.. تسرّب إليه حب القميص المخطط، ورثه من آبائه وأزقة شوارع حي السبيل..
لا يهمه ماذا يركب ليصل إلى الملعب.. العشق يدفعه.. يذلل له جميع الصعاب.. منتهى طموحه حيز بسيط على خرسانة أسمنتية سميت لاحقًا بمقاعد المدرجات..
في عام 1959م العلاقة أخذت أوج ازدهارها.. الاتحاد يحقق أولوية جديدة في الملاعب السعودية.. أول فريق يجمع بين بطولتي كأس الملك وكأس ولي العهد مرتين متتاليتين.
الإنجازات والأولويات احتضنها الاتحاديون قبل غيرهم في ذلك الزمان.. صوت العميد يسمّع القاصي والداني..
مشجعنا بعد مرور 40 عامًا نضج وكبر بات في الخمسين من عمره.. كل شيء فيه تغير عدا حب الاتحاد لم يتغير..
في عام 1999م يحضر مع أبنائه إلى الملعب.. الخرسانة بدأت تختفي.. الشوارع أصبحت أكثر انسيابية.. وسائل النقل اختلفت.. اللاعبون تبدلوا.. ولكن الاتحاد ظلّ ثابتًا يبحث عن الإنجازات والألقاب..
في ذلك العام عاد الاتحاد ليسجل أولوية جديدة تمثلت في كونه يسجل أعلى نسبة أهداف في تاريخ المسابقات السعودية بـ(92 هدفًا)، ولم يكتف بذلك بل كان أول فريق يحقق صدارة الدوري من دون منافس وقبل نهايته بخمسة أسابيع.
ولم يكتف الاتحاديون الذين كان يقودهم أحمد جميل بالأولويات بل إن الإنجازات كانت حاضرة في ذلك العام.. أربعة ألقاب نالها الفريق الأصفر "الدوري السعودي وكأس الأمير فيصل بن فهد وكأس الكؤوس الآسيوية وكأس الخليج للأندية"..
في عام 2009م مشجعنا اقترب من التقاعد فقد دخل الستين عامًا، لم يعد قادرًا على العطاء في العمل كما كان في أوج عمره لكن الاتحاد لم يتقاعد.
في ذلك العام.. جلس على المدرجات على كراسي مريحة ويتابع من خلف نظارته فقد ضعف نظره ولكن الاتحاد لم تضعف قوته.. جيل محمد نور يحقق لقب الدوري السعودي البطولة الأقوى..
في عام 2019م.. عشرة أعوام جديدة تغادر.. مشجعنا أضحى في السبعين من عمره.. لا يستطيع أن يقود مركبته.. يطلب من أبنائه وأحفاده أن يوصلوه إلى الملعب.. يستعين بعكاز.. نظره لا يوصله إلى المستطيل الأخضر ولكنه اعتاد على صراخ الجماهير في المدرجات منذ أكثر من 60 عامًا..
هذه المرة لم يناقضه الاتحاد كالمعتاد بل أصبح أكثر شيخوخة منه.. ووجد ناديًا يحتاج إلى عكازين وليس واحدًا من أجل أن يستطيع المشي..