|


رئيس لجنة الحكام السابق يقلّب الأوراق.. ويرفض تحكم الأندية باتحاد القدم

عواجي: «VAR».. خاطئة

حوار: خالد الشايع 2019.02.24 | 01:22 am

بدأ مرعي عواجي مشواره التحكيمي بشكل مثالي حكمًا واعدًا بفضل تحركاته الجيدة داخل الملعب، ومتابعته الدقيقة جميع اللاعبين، وبعد نحو عشرة أعوام من بداية مشواره، نال الشارة الدولية، وأصبح أحد حكام النخبة في قارة آسيا، وعلى الرغم من بدايته القوية، إلا أنه قرَّر التوقف سريعًا، وأعلن قبل عامين اعتزال التحكيم، بشكل مفاجئ، ما أصاب الوسط الرياضي بالصدمة، لكنه بقي حاضرًا في المجال التحكيمي، إذ تحول إلى دائرة التحكيم، قبل أن يجلس على كرسي رئاسة اللجنة خلفًا لعمر المهنا، وبعد أقل من ثمانية أشهر، قرَّر الاعتزال أيضًا، لأن الوضع، كما قال، “لم يعجبه”.
في حواره مع “الرياضية”، عدَّ العواجي، أن قرار فك الارتباط مع الإنجليزي مارك كلاتنبيرج كان مثاليًّا، متهمًا الحكم الدولي بعدم فعل شيء لتطوير الحكام، وأن كل همِّه كان جلب حكام أجانب، خاصةً من الدول غير المعروفة بجدارة حكامها.
01
قرار فك الارتباط بكلاتنبيرج وتعيين خليل جلال رئيسًا رسميًّا للجنة الحكام في منتصف الموسم، هل تراه صائبًا، ألم يكن من الأفضل تعيين الرئيس الجديد في بداية الموسم؟
السؤال هنا لماذا استُبعد مارك كلاتنبيرج قبل أشهر عدة من رئاسة اللجنة، واختير خليل جلال نائبًا حينها، مع تكليف كلاتنبيرج بتكليف الحكام فقط؟ هذا سؤال مهم، وكما تسألني سأسألك.
02
هناك من يقول إن السبب هو الراتب العالي؛ لذا فضَّل اتحاد الكرة تقليصه، ما رأيك؟
بصراحة، لا فكرة لدي حول ذلك، لكنَّ عقده قد يكون مستمرًّا، أو مجددًا. إذا كان راتبه عاليًا فلا مشكلة في ذلك على الإطلاق، لكنَّ مارك خلال العامين الماضيين لم يقدم أي عمل فني، أو إداري في الاتحاد السعودي يمكن أن يستفيد منه الآن، أو مستقبلًا.
03
هناك شبه إجماع من الأندية السعودية على أن الحكم المحلي غير قادر على إدارة المباريات المحلية، بماذا ترد؟
الحكام ليسوا قادرين جميعًا على إدارة مباريات الدوري السعودي للمحترفين كاملًا فلدينا خمسة طواقم، أو أربعة فقط تستطيع فعل ذلك. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدير هذه الطواقم الدوري بالكامل وحدها، هذا أمر مستحيل؛ لذا تمَّت الاستعانة بالحكم الأجنبي في الدوري السعودي، لكن في المقابل، يجب إشراك الحكم السعودي في إدارة الدوري.
04
لكنَّ الأندية ترفض هذا الخيار؟
مع احترامي لجميع الأندية، لا يجب أن تفرض على الاتحاد السعودي مَن يدير مبارياتها.
05
هذه الأندية تدفع مئات الملايين، وليس لديها استعداد لأن تتعرض إلى خطأ تحكيمي، ألا يمنحها هذا الحق في المطالبة بالحكم الأجنبي؟
دعني أطرح سؤالًا مهمًّا: هل الحكم الأجنبي معصوم من الخطأ؟ الحكام الأجانب مثل غيرهم بشرٌ يخطئون. أي شخص يمسك الصافرة سيخطئ، سواء كان محليًّا، أو أجنبيًّا، لكنَّ الأندية تقبل أخطاء الحكم الأجنبي، أكثر من قبولها أخطاء الحكم المحلي لاعتقادها أن الأجنبي لا يحمل ميولًا تجاه أي نادٍ، عكس المحلي، ولست هنا للحكم على مدى صحة ذلك من عدمه.
06
كيف يمكن إعادة الثقة في الحكم السعودي؟
الثقة في الحكم السعودي شيء مهم، ولن يحصل ذلك إلا بإعادته إلى تحكيم مباريات معينة بشكل تدريجي، خاصةً أن تقنية “فار” باتت تطبَّق في ملاعبنا، وتساعد الحكام كثيرًا، وقد رأينا كيف نجحت على مستوى العالم، ولاسيما في المونديال الأخير، حتى إن نسبة النجاح بلغت 99.9 في المئة؛ لأنها طُبِّقت بشكل صحيح. في دورينا لم تطبَّق بالشكل الصحيح، حتى من قِبل الحكام الأجانب، لأنهم لا يطبِّقونها في دورياتهم، باستثناء الذين شاركوا في كأس العالم.
07
ما أبرز المشكلات التي أعاقت تطبيق التقنية بشكلها الصحيح؟
بدايةً، ليس كل حكم قادرًا على أن يكون حكم “فار”، أي الحكم الذي يشرف على تطبيق التقنية الجديدة، إذ لابد أن يحصل الحكم على رخصة بذلك، وهذه الرخصة لا تعطى إلا بعد عدد ساعات محددة، مثلًا في الطيران، لا يصبح الطيار معتمدًا إلا بعد المشاركة في ساعات معينة من الطيران، كذلك الحال مع حكم تقنية “فار”. عندما يُنهي الحكم هذه الساعات، يُسمح له بأن يكون حكمًا مساعدًا في “فار”، ولا يحصل ذلك إلا بعد مخاطبة “فيفا” حول عدد الحكام المطلوب دون تحديد الأسماء، وتأكيد قدرتهم على أداء مهامهم الجديدة.
08
كيف تقيِّم أداء الحكام في الموسم الجاري؟
أداء الحكام جيد جدًّا، ومَن يقول عكس ذلك بعيدٌ عن الواقع. الحكام الأجانب أجادوا في إدارة المباريات، أما السعوديون فمع توالي التجارب سنتمكَّن من الحكم عليهم، وهل قدموا مستوى جيدًا، أم لا، خاصةً في التعامل مع تقنية “فار”. لا يمكنني تقييمهم طالما لم يفعلوا ذلك.
09
تعالت أصوات تطالب بإلغاء “فار”، كيف ترى ذلك؟
دعني أسألك: ألم تنقذ التقنية فرقًا من قرارات غير صحيحة؟ من جهتي، أطالب باستمرار التقنية، لأنها تنقذ المنتخبات والفرق وحتى الحكام، وتساعد على تحقيق العدل. الحكم عندما يخطئ ويشاهد خطأه عبر الشاشة سيتراجع عنه؛ لذا التقنية الجديدة ضرورية.
10
إذًا لماذا يرفضها بعضهم؟
هناك مَن لا يتقبَّلها بداعي أنها تقتل متعة كرة القدم، وتؤدي إلى تأخير اللعب والقرارات. هذا ما نلمسه منهم. المشكلة هنا تكمن في طريقة تعامل الحكم مع الحالة فمن المفترض أن يتخذ قراره في أسرع وقت ممكن حتى لا يقتل متعة المشاهدة، في الملعب أو خلف الشاشة، وتشوُّق الجمهور لمعرفة قراره، الذي قد يستمر دقيقتين، أو ثلاث دقائق.
11
لكنَّ الـ “فار” خلقت في المقابل متعة جديدة بترقب القرار، أليس هذا صحيحًا؟
نعم، أتفق معك، فقد خلقت متعة إضافية، حتى في المجالس، وحققت العدالة أيضًا.
12
هل تمنيت يومًا لو أن هذه التقنية كانت موجودة عندما كنت حكمًا؟
من طبعي عدم الندم على أي شيء في حياتي؛ لذا أشعر بالسعادة وأنا أرى هذه التقنية تطبَّق اليوم، على الرغم من عدم وجودي في دائرة التحكيم، فأي شيء يطوِّر مجالنا يفرحني.
13
هذا يعني أنك لم تندم على أي شيء في جميع المباريات التي قدتها؟
صحيح. الإنسان لا يندم إلا إذا تعمَّد الخطأ.
14
ماذا عن مباراة النصر والشباب موسم 2014، وما تسبَّبت فيه من جدل يومها؟
أكرر، لم أندم على شيء في حياتي. أنت تتحدث عن مباراة واحدة في تاريخي؛ لذا أشكرك على ذلك، لأنني أدرت أكثر من ألف مباراة، ولم تذكر إلا مباراة واحدة، وهذا يدل على أنني إنسان ناجح، طبقًا لما تقدم.
15
هل شاهدت تلك المباراة مرة ثانية؟
شاهدتها أكثر من أربع مرات.
16
في رأيك، هل وُفِّقت في إدارتها أم لا؟
أرى أنني اتخذت قرارات خاطئة في الكثير من المباريات، لا في هذه المباراة فقط، وهذا أمر طبيعي.
17
لو كانت تقنية الـ “فار” موجودة يومها هل كان الوضع سيختلف؟
تقنية الـ “فار” لو كانت موجودة في السابق لأسهمت في نجاح الفريق والحكم.
18
هل أنت متفائل بمستقبل التحكيم السعودي؟
أنا متفائل إذا كان هناك عمل، أنا أثق كل الثقة بما يوجد عند خليل جلال من خبرات دولية ومحلية وأرجو أن يطبقها الآن مع حكام الفئات السنية وليس حكام دوري المحترفين، فالعمل على البنية التحتية أفضل والرجل له باع في هذا المجال، وأتوقع أنه سينقل التحكيم نقلة نوعية، وسأذكرك إن أعطانا الله العمر بعد عدة أعوام بأنه ستكون هناك نقلة نوعية ممتازة.
19
لو استمرت التصريحات التي تسيء إلى الحكام، وتتهمهم في ذممهم قد يصل عدم الثقة في شخص الحكم، وتصعب مهمة خليل جلال؟
خليل جلال أكبر من أي تصور مسبق، هو ينظر نظرة ثاقبة إلى الحكم الواعد، وليس الحكم الجاهز.
20
أفهم من كلامك أنه من المفترض أن يبدأ من الصفر ولا يعتمد على الحاضرين حاليًا؟
بالتأكيد، الحاضرون حاليًا على العين والرأس، هم حكام دوليون ولهم احترامهم، ولكن لكي ينجح خليل عليه أن يعمل على الفئات السنية، وهو يعمل على ذلك بشكل جيد، وأرى أنه يقدم عملاً ميدانيًّا مميزًا جدًّا وواعدًا.