|


شيئان يعرفهما سييرا.. مذاق الانتصارات واللحوم

الرياض ـ عبد الرحمن عابد 2019.02.25 | 12:31 am

عاش في مدينة جدة قرابة عامين، ولكنه لم يقع في حبّ السمك أو المأكولات البحرية، بل كان يعشق تناول اللحوم الحمراء بكل أنواعها، ويشعر بشهية كبيرة للغاية، عند دخوله المطعم الأمريكي الشهير "ستيك هاوس"، أو نظيره البرازيلي المعروف "فوجو دي تشاو" عند شارع صاري، وحينما يشعر بالتخمة يفضّل تناول البيتزا والمعكرونة في مطعم "بياتو".



اتّبع خوسيه سييرا حمية غذائية صارمة، أثناء تدريبه فريق كولو كولو التشيلي، ولكنه توقف عن العمل بها بعد قدومه إلى نادي الاتحاد في منتصف 2016، وحين غادر جدة باتجاه دبي في الصيف الماضي، كان قد كسب وزناً يزيد عن "30 كجم"، ما جعل بعض المشجعين الاتحاديين يتهكمون على المهاجم أحمد العكايشي، بأنه خلف زيادة وزن مدربهم بسبب إضاعته الأهداف السهلة.



في تمام التاسعة صباحاً، يستيقظ سييرا من نومه، يفتح هاتفه ليقرأ رسائل العمل، يتصل بعدها بزوجته جريس حتى يطمئن على ابنتيه فرناندا وكاتالينا، ثم يرسل رسالة صوتية إلى ابنه لويس الذي يلعب في فريق "يونيون إسبانيولا" التشيلي، وبعد أن يطمئن على أفراد أسرته، يبادر بالاتصال على مساعده الفني كلارينكا، كي يستدعي باقي الطاقم التدريبي إلى منزله في كامباوند البستان السكني.
كان سييرا يغادر منزله متوجهاً إلى الاتحاد، على متن سيارة BMW بيضاء طراز "520i"، وفور وصوله يسأل الجهاز الطبي عن أحوال اللاعبين المصابين، وقبل المران يمازح لاعبيه خاصة مواطنه كارلوس فيلانويفا والمصري محمود كهربا، وأحياناً فهد المولد على حسب مزاجه، وبعد انتهاء التدريب يزور إحدى المقاهي المطلة على البحر الأحمر، لتناول القهوة مع مترجمه أو بمفرده.



قبل كل مباراة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، يجلس سييرا مع مساعديه صباحاً في صالة منزله أمام شاشة تلفاز عملاقة، في البداية يطلب من كل مساعد تقرير البارحة، لمعرفة وضع كل لاعب، من ركض أكثر ومن فشل في تجاوز امتحانات اللياقة، بعدئذ يشاهد الجميع آخر مباراة لعبها الفريق الخصم، يدوّنون نقاط الضعف والقوة، ويضعون التكتيك المناسب بسؤالهم: "نهاجم أكثر أم ندافع؟".



يطلق الاتحاديون لقب "البروفيسور" على سييرا، ليس لأنه يشبه فقط الممثل الإسباني ألفارو مورتي في دوره الشهير بمسلسل "لاكاسا دي بابيل"، بل لأنه فاز بكأس الملك في ظروف غير طبيعية بعد أن حظر "فيفا" النادي من التعاقدات لمدة عام، ولأنه انتزع أيضا كأس ولي العهد من النصر برفقة لاعبين مثل: أحمد عسيري وعمر المزيعل وحمزة ياسين وعمار النجار.



أحسنت إدارة الاتحاد بتطبيق المثل التشيلي الشهير: "أفضل الأصدقاء صديق قديم"، وذلك بإعادتها صاحب الـ"50 عاما" إلى نادي الاتحاد مجدداً، بعد أن فشل الفريق في استعادة كرامته وسمعته خلال 23 مباراة لعبها مع الأرجنتيني دياز، والسعودي باصريح، والكرواتي بيليتش، ولكن هذه المرة الأمر يبدو مختلفاً، فعودة سييرا تعني أنه لن يأكل اللحم فقط، بل سيلتهم حتى الأخضر واليابس.