|


محمد الغامدي
رحل السهلاوي.. افرح يا هلال
2019-02-27
أسماء كثيرة لامست النجومية واحتفل بهم الإعلام، بل صنع بعضهم، لكنهم تعثروا وأصبحوا في طي النسيان، وآخرون نقشوا أسماءهم في أذهان المتابعين فخلّدوا في ذاكرة الرياضيين.
خلال العقد الأخير مر على كرتنا العديد من المهاجمين اللامعين، لكن محمد السهلاوي خطف الأضواء منذ انتقاله للنصر 2009م على يد رئيسه الذهبي فيصل بن تركي، الذي عاد للمشهد حاليًا بتكفله بحفل تكريمي عند اعتزاله، حيث نال انتقاله ــ آنذاك ــ صدى كبيرًا كونه الصفقة الأكبر في تاريخ سوق انتقالات اللاعبين السعوديين ــ 33 مليون ريال ــ وهو الرقم الذي أبطل مفعول مقولة ما يردده خصوم النصر بعدم قدرته مقارعة المنافسين وإبرام صفقات من الوزن الثقيل..
الأرقام الشخصية التي حققها السهلاوي كفيلة بتصنيفه ضمن قائمة الكبار فقد تجاوزت أهدافه المئة هدف ــ 117 هدفاً ــ بقميص فريقه الأصفر في دوري المحترفين، وهو ما لم يستطع أي لاعب سعودي تحقيقه ووصوله إلى ثالث هدافي النصر تاريخيًّا بعد ماجد عبدالله ومحمد سعد العبدلي. كما أن له صولات وجولات مع مرمى الغريم التقليدي الهلال، بعد أن زار مرماه 18 مرة، إضافة لإحرازه لقب هداف تصفيات كأس العالم الأخيرة برصيد 16 هدفًا؛ ما ساهم في وصول المنتخب لروسيا إلى جانب تصدره التاريخي لهدافي الأخضر في التصفيات وتحطيمه الرقم القياسي للأسطورة ماجد عبدالله الذي استمر ربع قرن لأكثر لاعب سعودي بتحقيقه 18 هدفًا لمنتخب بلاده في عام واحد، إلى جانب الإنجاز الفردي؛ فقد ساهم مع فريقه في تحقيق بطولتي الدوري وكأس ولي العهد.
لم يكتف محمد السهلاوي بالتفوق الرياضي، بل تسلح بالجانب العلمي ونال درجة الماجستير وهو لا يزال يركض على المستطيل وهي ميزة قلّما توجد بين اللاعبين، وكأنه يعيد لنا تفوق نجم يوفنتوس ومدافعه جورجيو كيليني وحصوله على نفس الدرجة. كما أن له وقفة تكشف معدنه الأصيل بعد تأجيل استلام مستحقاته تقديرًا لظروف ناديه. أما دعمه الكبير للاعبين الصاعدين فيطول الحديث عن وقفاته وتشجيعه المعنوي وهي خصلة يشهد بها القريب من البيت الأصفر..
العاطفة الجماهيرية كالعادة قد تكون حاضرة في مثل هذا المشهد؛ فمن يرى استمراريته شأنه شأن بقية النجوم الذين بقوا حتى اعتزلوا. وآخرون يرون أهمية التجديد وإعطاء الفرص لعناصر جديدة، وإن لكل دولة زمنًا ورجالاً كما يقال، ويبدو أن صاحب كلمة الفصل روي فيتوريا حسم الأمر وانتهت القصة.