الخبير يظهر في سويسرا

الشهرة لم تعد صعبة.. خاصة في غمار السوشال ميديا.. الرياضيون أكثر من يحوزون القطعة الأكبر في ليلة تقاسم الضوء أحيانًا يلتهمون الكعكة كاملة.. نادرًا ما يحيد الرياضي عن القاعدة خاصة عندما يكون رياضيًّا متعلقًا بكرة القدم طوال ثلاثين عامًا وتزيد.. هنا تبدو المعادلة مختلة.. زاهدون في تتبع حركة الشمس.. هؤلاء قلة قليلة لا تكاد ترى بالعين المجردة.. يتصدر القائمة بلا منافس أحمد عيد.. تاريخ ممتد في كرة القدم حارسًا أعطى هذا المركز المخيف شيئًا من الرصانة والتحدي والقدرة على إثبات الوجود.. ربط كتفه الأيسر بشارة القيادة في الأهلي والمنتخب.. اعتزل ودرس ونال درجة الماجستير في علم الخرائط.. عاد إلى الرياضة وبالتحديد في الإدارة الأهلاوية التي تدرج فيها سريعًا حتى وصل لسدة الرئاسة.. لم يستمر هناك سوى عام.. ظهر عبر المنتخب وأشرف عليه وساهم في تحقيق اللقب الآسيوي عام 96.. عام 2012 اعتلى كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد منافسة مثيرة مع خالد المعمر.. لا أحد ينسى مشهد وقوفه فرحًا ومحتفلاً بعد إعلان النتائج.. استمر سنوات أربع رئيسًا لاتحاد الكرة.. ما كانت الأضواء ضمن أولوياته أو اهتماماته.. كان زاهدًا فيها وبها منذ أن كان لاعبًا في عز شبابه.. فماذا عساه فاعل بها وقد غزاه المشيب..
أمس خطا عيد خطوة جديدة مقتحمًا مبنى المنظمة الكروية العريقة "فيفا" في المدينة السويسرية زيوريخ.. لا يبدو أن عيد فعل ذلك بحثًا عن ضوء افتقده.. أساسًا لم يطارده يومًا حتى يشعر بالفقد بعد غيابه.. أحمد عيد الرجل الرياضي الذي ظل دومًا يمثل الوجه الأجمل لاختصار كرة القدم كما يريدها المنافحون عنها.. الأخلاق والهدوء والرقي والكثير من الوعي والشهادات العليا..
قامة باسقة وتاريخ باهر ووقار العمر والهيبة والتاريخ.. هذا شيء من أحمد عيد الذي ظهر في سويسرا.