الشلهوب.. الموعد بعد 20 عاما
تحمل جميع الأهداف قصصًا وراءها، وفي العالم ألف قصة وقصة، هكذا هم نجوم المستديرة حينما يقعون في غرام هز الشباك، فتهتز بكراتهم قلوب شعوب بأكملها، كيف لا والعالم أجمع لا يزال يتذكَّر قصة الفرحة التاريخية التي أطلقها والد "ماتيوس"، خوسيه روبرتو جاما دي أوليفيرا، المعروف بـ "بيبيتو"، النجم البرازيلي الشهير، حينما احتفل مع زملائه لاعبي السليساو بطريقة مميزة بعد تسجيله هدفًا في مرمى منتخب هولندا في كأس العالم 1994 في أمريكا.
بالأمس، رُزِقَ محمد الشلهوب، قائد فريق الهلال، مولودًا، أطلق عليه اسم "بندر"، على اسم والده، رحمه الله، لينضم إلى أختيه البندري وعزيزة، لكنَّ الهلال خطفه من الفرحة الكبرى مع عائلته، إذ غادر برفقة الفريق إلى مدينة العين الإماراتية، لعله يجلب معه من هذه الرحلة القصيرة الغنائم. وحقًّا، أهدى الشلهوب عائلته، خاصةً ابنه الجديد، هديةً تستحق الغياب عنهم في وقت الفرحة، وحقق أيضًا حلم جميع الهلاليين، إذ أهداهم ثلاث نقاط ثمينة في بداية المشوار الآسيوي للفريق، وقبل ذلك كله، أعاد ذكريات 25 عامًا، حينما كرَّر فرحة بيبيتو، بعد الهدف الذي سجله في شباك العين.
بيبتو، أكمل 25 عامًا مع ابنه ماتيوس بعد تلك الفرحة الأسطورية، التي خُلِّدت في تاريخ المونديال، وفي كل عام، يحتفل الابن ووالده بتلك الذكرى الجميلة، ويطلقان أفراحهما في كل مكان.
في حياة الأساطير إذًا ذكريات جميلة، يورثونها لأبنائهم، كما يورثونهم الموهبة، وهو ما حصل مع ماتيوس، فبعد أن كبر، انتقل إلى الدوري البرتغالي، واحترف مع فريق سبورتينج لشبونة، وبات صانع ألعاب مميزًا معه، قبل أن يعار إلى فيتوريا جيماريش، ثم يعود مجددًا إلى ناديه الأصلي. أما الموهوب محمد، فإن كتب الله له عمرًا طويلًا، فحتمًا سيرى بعد 20 عامًا بأم عينيه ولده بندر ضمن مواهب كرة القدم السعودية، ليكرِّر أمجاد والده، وبالتأكيد سيحتفل الاثنان بما حدث أمس في ملعب هزاع بن زايد.