ـ فكرة هذه المقالة غريبة بعض الشيء، ولعلّ ذلك بالضبط هو ما شجّعني على كتابتها!. أعني: الخوف منها هو ما شجّعني عليها!.
ـ مرّتْ بي، وأظنّها مرّت بكل واحدٍ منكم يا أحبة، لحظات يقول فيها شيئًا. يُعجبه القول، لكنه لا يعود متأكّدًا ما إذا كان هذا القول له أم لغيره!، من بنات أفكاره أم أنه سمع أو قرأ في زمنٍ مضى ما يقول وما يكتب لحظتها؟!.
ـ الشعراء والكُتّاب عمومًا، يستشعرون ذلك أكثر من غيرهم. بعضهم يقترب من الخَبَل طربًا، فيشعر أنه سمع ما كتب مع يقينه بأنه لم يُقل ولم يُكتب من قبل!.
ـ يقول في نفسه: لقد قيل!. لكنني لم أسمع به ولم يسمع به أحد؛ لأنه قيل دون أن يُقال!. لقد مرّ كفكرة في بال أحدهم، لم يعطها اهتمامًا كافيًا، أو عجز عن حبسها في كلمات، ومات دون أن يقولها!. لكنها مرّتْ به، وهي ليست من حقّي تمامًا، رغم أنها ستسجّل باِسْمِي!.
ـ أتذكّر بيتًا لي قلته في الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله: "أسمّيك المطر، حاشاك، لا ما انت المطر يا مير... وهو لا اعطى نزل وامّا انت تعطي وانت بالعالي"!. أتذكّر جيدًا نشوة وقوعي عليه، وكيف كادت سيارة أن تصطدمني لعدم انتباهي للشارع من فرط الانتشاء!.
ـ دون قدرة على التوقف، كتبت البيت على راحة يدي لغياب الورقة، وأبقيت يدي مفتوحة خوفًا من أن يُمحى أو أنساه!. ومن فرط الزهو حطّت المخاوف: هل قيل قبلي هذا المعنى؟!.
ـ في تلك الليلة، أعدت قراءة ديوانيّ المتنبّي وأبي تمّام كاملين!. كنت أقول في نفسي: إن فَلَتْ المعنى من هذا وهذا فهو لي!. والحمد لله أنه فَلَتْ!. لكنني ظللت أهذي: لا يمكن إلا أن يكون مرّ ببال أحد، وما زلتُ خائفًا من ذلك إلى هذا اليوم!.
ـ الأمر ذاته تكرر معي حين وقعت على: "عجْزَتْ مْرايته فيه اتّشبّه... حاولتْ فيه ما قِدْرَتْ تجيبه"!، يومها أضعت عنوان سكني، ولكنني من الفرح قلت: هذه إشارة منّي إليّ لأحتفل بنفسي!، وفعلًا.. قمتُ بدعوتي إلى عشاء في مطعم، وتعمّدت أن أصرف ليلتها كل ما في جيبي!. وقد عشت القلق ذاته، وما زلتُ خائفًا إلى هذا اليوم!.
ـ أكتفي بهذين المثالين، أمّا حدوث هذا فقد تكرر كثيرًا، وكم من بيت شعري أزحته عني؛ لأن قلقي من أمر قراءتي له أو سماعي له من قبل، كان قلقًا مثيرًا للشبهة، وزائدًا عن الحد في نسبته!.
ـ أمّا في الكتابة النثريّة، تحديدًا في كتابة المقالة، فياما وياما حدث ويحدث هذا الأمر معي!. يعلم الله أنني لم أقصد ولم أحاول هضم حق أحد. وما أشك فيه كنت أنسبه لغيري الذي لا أعرف من هو!. كأن أقول قرأت أو سمعت، دون أن أكون متأكدًا من أنني قرأت أو سمعت ذلك من قبل!.
ـ ومع ذلك حدثت، ولسوف تحدث، أمور ليست في الحسبان!. نادرة نعم، نادرة جدًّا نعم، لكنني أظن أنها حدثت وأدري أنها ستحدث ما لم أتوقف عن الكتابة!.
ـ ولأنني أنتمي داخليًّا للشعر أكثر من غيره من أشكال الكتابة، وله في وجداني من الإجلال ما له، أكتب: لا، ما كتبته من شعر، هو منّي وهو لي، إلى أن تثبت حقيقة أخرى دامغة!. وأما ما عدا الشعر، فهو في ظني أنه لي، في ظني وضميري ووجداني هو كذلك، لكن من يرى أنه له أو لغيري فله ما رأى، لن أجادله كثيرًا فقد يكون محقًّا!. له ما أراد شرط ألا يعلنه، أمّا إن أعلنه فهو ملزم بالدليل!.
ـ الورطة أنني بدأت أشك حتى في هذه المقالة وفكرتها!. وإلّا لماذا يحوم اسم رولان بارت حولي الآن؟!.
ـ مرّتْ بي، وأظنّها مرّت بكل واحدٍ منكم يا أحبة، لحظات يقول فيها شيئًا. يُعجبه القول، لكنه لا يعود متأكّدًا ما إذا كان هذا القول له أم لغيره!، من بنات أفكاره أم أنه سمع أو قرأ في زمنٍ مضى ما يقول وما يكتب لحظتها؟!.
ـ الشعراء والكُتّاب عمومًا، يستشعرون ذلك أكثر من غيرهم. بعضهم يقترب من الخَبَل طربًا، فيشعر أنه سمع ما كتب مع يقينه بأنه لم يُقل ولم يُكتب من قبل!.
ـ يقول في نفسه: لقد قيل!. لكنني لم أسمع به ولم يسمع به أحد؛ لأنه قيل دون أن يُقال!. لقد مرّ كفكرة في بال أحدهم، لم يعطها اهتمامًا كافيًا، أو عجز عن حبسها في كلمات، ومات دون أن يقولها!. لكنها مرّتْ به، وهي ليست من حقّي تمامًا، رغم أنها ستسجّل باِسْمِي!.
ـ أتذكّر بيتًا لي قلته في الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله: "أسمّيك المطر، حاشاك، لا ما انت المطر يا مير... وهو لا اعطى نزل وامّا انت تعطي وانت بالعالي"!. أتذكّر جيدًا نشوة وقوعي عليه، وكيف كادت سيارة أن تصطدمني لعدم انتباهي للشارع من فرط الانتشاء!.
ـ دون قدرة على التوقف، كتبت البيت على راحة يدي لغياب الورقة، وأبقيت يدي مفتوحة خوفًا من أن يُمحى أو أنساه!. ومن فرط الزهو حطّت المخاوف: هل قيل قبلي هذا المعنى؟!.
ـ في تلك الليلة، أعدت قراءة ديوانيّ المتنبّي وأبي تمّام كاملين!. كنت أقول في نفسي: إن فَلَتْ المعنى من هذا وهذا فهو لي!. والحمد لله أنه فَلَتْ!. لكنني ظللت أهذي: لا يمكن إلا أن يكون مرّ ببال أحد، وما زلتُ خائفًا من ذلك إلى هذا اليوم!.
ـ الأمر ذاته تكرر معي حين وقعت على: "عجْزَتْ مْرايته فيه اتّشبّه... حاولتْ فيه ما قِدْرَتْ تجيبه"!، يومها أضعت عنوان سكني، ولكنني من الفرح قلت: هذه إشارة منّي إليّ لأحتفل بنفسي!، وفعلًا.. قمتُ بدعوتي إلى عشاء في مطعم، وتعمّدت أن أصرف ليلتها كل ما في جيبي!. وقد عشت القلق ذاته، وما زلتُ خائفًا إلى هذا اليوم!.
ـ أكتفي بهذين المثالين، أمّا حدوث هذا فقد تكرر كثيرًا، وكم من بيت شعري أزحته عني؛ لأن قلقي من أمر قراءتي له أو سماعي له من قبل، كان قلقًا مثيرًا للشبهة، وزائدًا عن الحد في نسبته!.
ـ أمّا في الكتابة النثريّة، تحديدًا في كتابة المقالة، فياما وياما حدث ويحدث هذا الأمر معي!. يعلم الله أنني لم أقصد ولم أحاول هضم حق أحد. وما أشك فيه كنت أنسبه لغيري الذي لا أعرف من هو!. كأن أقول قرأت أو سمعت، دون أن أكون متأكدًا من أنني قرأت أو سمعت ذلك من قبل!.
ـ ومع ذلك حدثت، ولسوف تحدث، أمور ليست في الحسبان!. نادرة نعم، نادرة جدًّا نعم، لكنني أظن أنها حدثت وأدري أنها ستحدث ما لم أتوقف عن الكتابة!.
ـ ولأنني أنتمي داخليًّا للشعر أكثر من غيره من أشكال الكتابة، وله في وجداني من الإجلال ما له، أكتب: لا، ما كتبته من شعر، هو منّي وهو لي، إلى أن تثبت حقيقة أخرى دامغة!. وأما ما عدا الشعر، فهو في ظني أنه لي، في ظني وضميري ووجداني هو كذلك، لكن من يرى أنه له أو لغيري فله ما رأى، لن أجادله كثيرًا فقد يكون محقًّا!. له ما أراد شرط ألا يعلنه، أمّا إن أعلنه فهو ملزم بالدليل!.
ـ الورطة أنني بدأت أشك حتى في هذه المقالة وفكرتها!. وإلّا لماذا يحوم اسم رولان بارت حولي الآن؟!.