|


يوسف عنبر.. رجل المهمات الصعبة

الرياض – عبدالرحمن عابد 2019.03.13 | 07:46 pm

عقد حاجبيه وضاق بؤبؤ عينيه، ثم وضع يده اليسرى فوق رأسه من هول الصدمة، وتراجع بعدها إلى الخلف متكئاً على المقعد، فيما أطلق زفيراً من فمه، وهو يشاهد النجم الأرجنتيني خوان مارتينيز يسجل هدف الشباب السادس في شباك حارس الأهلي ياسر المسيليم.
عاد المدرب السعودي يوسف عنبر إلى منزله، ليل الجمعة الموافق 18 أبريل 2008، ولكنه لم يتمكن من النوم، بعد أن خسر فريقه أمام الشباب النتيجة والسمعة والتاريخ، بادّعاء 4 لاعبين أهلاويين الإصابة مجبرين الحكم عبدالرحمن العمري على إيقاف المباراة عند الدقيقة الـ89، وهو ما دفع الرئيس أحمد المرزوقي إلى تقديم استقالته في اليوم التالي.
ولد يوسف عنبر في 28 أكتوبر 1962 في مدينة جدة، وبدأ في لعب الكرة عند الملاعب الترابية القريبة من منزل عائلته في حي القريّات، وحينما بلغ الثانية عشرة من عمره، عرف الطريق المؤدي إلى النادي الأهلي، وهناك تدرّج في كافة الفئات العمرية، إلى أن أصبح أحد ألمع المدافعين السعوديين في جيل الثمانينيات، محققاً في عام 1984 بطولة الدوري مع فريقه وكأس أمم آسيا مع المنتخب.
تنافس عنبر وزميله محمد عبد الجواد على خانة الظهير الأيسر طوال مسيرتهما، خاصةً في عهد المدرب البرازيلي الشهير تيلي سانتانا ونظيره السعودي خليل الزياني، وفي تلك الأثناء قرر يوسف الارتباط بفتاة أحلامه رغم أن عمره لم يتجاوز آنذاك 23 ربيعاً، بينما عانت زوجته أثناء التحاقه بمعسكرات الأهلي الطويلة، حتى اعتزل اللعبة في منتصف 1988.



انتقل عنبر مع زوجته وأبنائه الأربعة، عنبر وسعود ونايف ونورة، إلى منزل جديد في حي الفيصلية، وبقيَ يشاهد فريقه عقب الاعتزال من خلف شاشة التلفاز، كان يوسف منتظماً في عمله بمكتب الخطوط الجوية السعودية، حيث عمل هناك موظفاً في قسم مبيعات التذاكر، بفضل شهادته الثانوية، فيما نال تقاعداً مبكراً قبل 10 سنوات من الآن.
أعفى الأهلاويون في 2002 مدربهم البلجيكي لوكا بيروزفيتش، وكلفوا يوسف عنبر بقيادة الفريق، ولكن الأخير لم يكتف بتدريب أخضر جدة فحسب، بل هزم الاتحاد في نهائي كأس ولي العهد، وهو ما قاده إلى خوض عدة تجارب تدريبية، من بينها تدريب المنتخب السعودي الرديف وأيضا الأولمبي، وتظلّ تجربة الحزم الأبرز عندما انتشله من القاع، وقفز به 9 مقاعد في دوري الدرجة الأولى عام 2014.
اُختير يوسف عنبر لقيادة السعودية أمام منتخبي الإمارات وغينيا الاستوائية، ويتسلّح الرجل البالغ من العمر 57 عاماً في مهمته الجديدة، بخبرته الكبيرة وشهادة الماجستير في الأداء العالي لكرة القدم، والتي نالها من جامعة لشبونة البرتغالية العام الفائت، فيما تحدث لـ"الرياضية" قبيل المواجهتين الوديتين قائلاً: "آمل في اكتشاف أسماء جديدة قد تكون ملفتة للشارع الرياضي، وهمّي خدمة منتخب المملكة، وأن يظهر بشكل مشرّف في المنافسة العالمية".