مدير تحرير اليمامة يتحدث عن الإعلام الرياضي
العتيبي: الصحفيون أبواق أندية
يعتقد سعود العتيبي مدير التحرير في مجلة "اليمامة"، أن وضع الإعلام الرياضي بات مأساوياً، بعد أن تسلط الميول، وما يصفه بالغوغائية على المشهد الرياضي، الحل بات صعباً، ويحتاج لعملية جراحية، هكذا يعتقد، لأن الفيروس تغلغل في جسد المريض، حتى بات يهدد حياته، وفيما يلي التفاصيل.
01
هناك من يقول إن الإعلام السعودي خاصة الرياضي تراجع بشكل كبير وبات عبئاً على الرياضة السعودية.. هم يرون أنه لا يواكب التطور؟
الإعلام الرياضي لم يتراجع فقط، الإعلام الرياضي انفصل تقريباً عن واقعنا الرياضي، وأصبح يعيش في عالم آخر لا ضوابط فيه ولا مهنية ولا قدرات.
02
هل أسهم تطور وسائل التواصل الاجتماعي في دفع الإعلام للوراء؟
تعددت وسائل التواصل، وفتحت الأبواب واسعة للاتصال بالجمهور والأندية والمسؤولين، وبدلاً من استثمارها بتقديم ما ينفع ويضيف من نقد بنّاء ومشاركة بنّاءة، استثمروا في طريق واحد هو طريق الوصول الشخصي لتحقيق الأهواء والرغبات والمكاسب الفردية بأنواعها، فسقطوا وأسقطوا من يتابعهم ويظن أن فيهم خيراً وأن فيما يقدمونه قيمة.
03
التعصب الرياضي، تهمة دائماً ما تطلق على الإعلاميين، اليوم بات من الصعب ردها بعد أن تحول الأعلاميون لأصوات للأندية في القنوات الفضائية.. كيف يمكن الحد من ذلك؟
معظم الإعلاميين الرياضيين اليوم هم مجرد أبواق للأندية التي ينتمون لها، وهذه الصفة تكفي لشرح حالهم، والحقيقة إنه من الغريب، بل والمذهل أن يأتي منتمٍ للإعلام وهو يحمل علم ناديه ويرفعه على روؤس الأشهاد، وأصبحنا نتعايش مع واقع غريب تم فيه تقسيم الإعلام إلى إعلامي هلالي وإعلامي أهلاوي ونصراوي واتحادي وهكذا، هذا تقسيم لا تجيزه المهنة ولا يستقيم مع المنطق وخال أيضاً من الحياء، شجّع من تريد فهذا حق وأمر طبيعي.
04
هناك من يقول إن الميول هو جزء أساسي من تكوين أي رياضي وحتى الإعلام الرياضي؟
لكن لا تمارس المهنة الإعلامية باعتبارك ممثلاً لناديك المفضل إلا إن كنت تحصر عملك فقط في نشرة يصدرها ناديك، إن هذا التصنيف خطأ، ومن يمارسه ويقرّه فهو دخيل على المهنة. لا يوجد شيء اسمه إعلام أهلاوي أو نصراوي وهلالي، يوجد إعلام أولاً، هذا تصنيف جاهل باطل وهو إحدى العلامات الكبرى على انفصال الإعلام الرياضي عن واقعنا.
05
كيف يمكن تصحيح الوضع وأنت تراه مأساوياً بشكل كبير؟
تصحيح الوضع وألا يسمح بممارسة المهنة إلا للمتخصص فيها وفي الشأن الذي يخصها، وأهم شرط بعد هذا هو أن يتولى المسؤول عن وسيلة الإعلام التأكد من أهلية هذا المتخصص من حيث شخصيته ووعيه وثقافته وتتم تجربته على مدى معقول، فإن كان أهلاً للإفادة في هذا الشأن بما يقدمه من عمل وبطريقة تفكيره وفهمه لأهمية وحساسية دوره، وإلا فمن الأمانة والمهنية إيقافه عن العمل.
06
ألا يوجد في الوسط الإعلامي الرياضي، من هو قادر على إعادة الروح في المهنية الإعلامية؟
اليوم هناك مجموعة تكاد تعد على أصابع اليدين، هم من يستحقون صفة إعلامي، وهم من يحملون الأمانة وعليهم يُعقد الأمل، لكن قلة عددهم أمام التيار الجارف من الجهلة والوصوليين الذين يسمون إعلاميين مجازاً يجعل صوتهم أضعف ووصولهم أبطأ، وعلينا أن نبدأ بتنظيف الساحة من الذين دخلوها بالزور، وإسناد العقلاء، والبحث عن البدلاء ودعمهم.