|


أحمد الحامد⁩
شُهرة
2019-03-16
قبل أيام استضفت الممثل محمد طلق، محمد بدأ في التمثيل منذ عام 82 ميلادي، قدم مجموعة من أعمال الدراما والمسلسلات البدوية، وقدم مع زملائه برنامج الكاميرا الخفية في منتصف الثمانينيات، توقف محمد عن التمثيل مدة 16 عاماً لأسبابه الخاصة ولقناعات معينة، ثم عاد للتمثيل بعد هذا التوقف الطويل.
وأثناء الحوار سألته ألا تعتقد أن توقفك أفقدك الشهرة لدى أبناء الجيل الجديد الذين قد لا يعرفونك بشكل عام، كما أن الكثير من الوجوه الجديدة ظهرت وأصبحت مشهورة في التمثيل وفي السوشال ميديا أثناء غيابك؟ فأجابني محمد إجابة بقيت في عقلي إلى غاية اليوم، لدرجة أنني لا أذكر من اللقاء إلا تلك الإجابة، قال: لا تهمني أي شهرة، بل شكل وقيمة الشهرة.. الشيطان مشهور ولكن هل يحبه أحد؟! أعجبت بإجابته وشعرت أن من يصل لهذه القناعة هو من تصالح مع نفسه أولاً، ثم استطاع أن ينظر إلى الأمور على حقيقتها، بالأمس اجتمعت مع أحد الأكاديميين، واحد ممن يستحقون رفع القبعة لهم تحية وتقديراً لكفاحهم وإصرارهم على تحقيق أهدافهم النافعة رغم كل ظروف حياته الدارمية، لكنه استطاع النجاح وأصبح شخصية معروفة، قال لي يا أحمد لدي مشكلة، عندما تتم دعوتي لحفل أو مناسبة لا أرفض، بل أقبل الدعوة خصوصاً تلك التي يبدو عليها طابع نفعي للناس، لكنني عندما أذهب إلى مكان الدعوة لا أشعر بتقديري واحترامي، يطلب مني الجلوس في المقاعد الخلفية ولا مشكلة عندي في ذلك، لكن المشكلة عندما أشاهد أن من يجلس في الصفوف الأمامية هم مشاهير السوشال ميديا، بعض هؤلاء كل ما قدموه هو بعض التهريج أو بعض المقالب التي صوروها مع أصدقائهم، حتى إن معظمهم يحضرون للمناسبة بمقابل، حتى إنني قبل مدة دعوت لنشاط خيري، سافرت من أجله ودفعت قيمة التذكرة والإقامة من جيبي، لكنني تفاجأت بأن أصحاب الدعوة أحضروا مشاهير السوشال ميديا ودفعوا لهم تذاكر سفرهم وإقامتهم وأعطوهم مبالغ مالية، عندما كنت أستمع لحديثه كنت أشعر بإحباطه، لكنني نصحته ألا يقبل أي دعوة وأن يعرف جيداً من هم أصحاب الدعوة ومن سيحضر، أنا مقتنع أن بعض الأسماء التي اشتهرت من خلال السوشال ميديا يستحقون شهرتهم لأن لديهم محتوى جيدًا أو ممتازًا، وأن بعض من اشتهروا يقدمون محتوى تافهًا ولا قيمة له، الشهرة قد تجمع العديد، لكنهم ليسوا سواسية، وعلى من يعتمدون في نشر أنشطتهم من خلال مشاهير السوشال ميديا، أن يفرقوا بينهم، وألا يكون ذلك على حساب شخصياتنا التي تملك عقولاً وتاريخاً يجب احترامها وتقديرها وتقديمها.