|


فهد عافت
«أهو ده اللي صار»: قصر ومصر!
2019-04-03
لم يقلّد أحمد زكي، لكن عفاريت الفن كلها التي كانت تسكن أحمد زكي عادت وسكنته!، أتحدث عن محمد فرّاج في مسلسل "أهو ده اللي صار"!.
ـ خطف "علي بحر" الأضواء من الجميع، رغم أن الأضواء لم تكن مسلّطة عليه أساسًا، كان في الظِّل، لا أقصد حجم الدور، أقصد الحكاية، لكن متى كانت الحكايات التي يحكيها عبد الرحيم كمال، تستبقي الظلال دون حفر عميق وحرث وزراعة إلى أن يحسدها الضوء على ما هي عليه؟!. إنه سيّد الكتابة التلفزيونية في السنوات الأخيرة دون منازع، كيف لا وهو صاحب رائعة "الخواجة عبد القادر"؟!.
ـ أداء الممثلين عمومًا، كان مذهلًا، فإنْ قسّمناه إلى رجالي ونسائي، فإن سباقًا محمومًا انتصرت فيه كل من روبي وسوسن بدر وأروى جودة، كل واحدةٍ على نفسها، وكل واحدةٍ على صاحبتيها!.
ـ على الجانب الآخر تألّق محمد فرّاج بشكل غير طبيعي، دون أن يقلل ذلك من الأداء العبقري البسيط لشخصية "البساطي" التي تلبّسها الفنان علي الطيّب، بفهم وقدرات يندر وجودها!.
ـ بل أكاد أقول إنه ربّما تفوّق على محمد فرّاج، ذلك لأن دور "وديع البساطي" لم يكن مشحونًا بأحداث من شأنها بسط انفعالات متنوّعة أو أداء مسرحي من أي نوع، والإبداع كان في أنّ علي الطيّب فهم ذلك وتشرّبه، وقدّم أداءً قد لا يشعر الجمهور بصعوبته وعبقريّته، بل وقد يظنونه سهلًا وميسّرًا لأي ممثل!.
ـ لم يكن دور محمد فرّاج صغيرًا، على العكس: كان واسعًا بما يكفي لإغراق أي ممثل عادي في بحر فشل ذريع!. ومن هنا جاءت المعجزة، معجزة الأداء المبهر، الرقيق كنسمة، القوي بما يكفي لأن لا تنكسر هذه النسمة!.
ـ "أهو ده اللي صار" ليس مسلسلًا عاديًّا. نزّه نفسه حتى عن السباق الرمضاني المحموم!. خرج متفرّدًا لأنه كذلك: حالة حب شعرية مغزولة بحرفنة عالية، تكاد تكون بلا مثيل!.
ـ قصر ومصر يتداخلان في واحدة من أعاجيب الدراما العربية. لا تدري هل هي حكاية حب خالدة أم حكاية خلود مُحبّ؟!.
ـ الإخراج كان لحاتم علي، وهذا يكفي!.