قلعة تاروت.. زيارات تنتظر إعادة الترميم
تنتشر أعداد محدودة من الزوار داخل محيط قلعة تاروت الأثرية، شرق السعودية، يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، فيما يجتمع كبار السن في مقهى ملاصق لتبادل ذكريات وقصص تاريخية عن المكان.
تحدد لافتة، مثبتة في الخارج، القرن الميلادي
الـ 16 تاريخا لتشييد القلعة.
وتشير إلى اكتشاف آثار في موقعها تعود إلى حضارة العبيد 4300 عام قبل الميلاد.
ويقول لـ "الرياضية" محمد الصفار، وهو مدرس تاريخ وأحد رواد المقهى الشعبي الملاصق، إن القلعة، الواقعة في حي الديرة في جزيرة تاروت، بنيت لأغراض حربية، وإن المبنى الذي شُيِّدَت على أنقاضه، أعلى تلّة، أقيم للغرض ذاته.
يخلو فناء القلعة، شبه البيضاوي، من أي مبان أو غرف، وتحيطه 3 أبراج طينية مخروطية، كانت تستخدم في الحراسة والمراقبة. فيما اندثر البرج الرابع.
ومنذ ترميمها لها في ثمانينيات القرن الميلادي الماضي، تشرف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على القلعة، وتحيط موقعها بسياج شبكي يضم إليها عين تاروت، أو عين العودة، التي تقع خارج أسوارها مباشرةً.
ويوضح محمد النخلاوي، أحد سكان جزيرة تاروت، أن هذه العين كانت مسبحاً.
ويشرح قائلاً: "هنا، كان السكان، وأنا منهم، يتعلمون السباحة، أيام للرجال وأخرى للنساء، لذا آتي إلى هنا باستمرار مع أسرتي، لاسترجاع الذكريات".
استعادة الماضي تدفع أيضاً أبو علي إلى ارتياد المكان أسبوعياً والوقوف عند شفا العين، التي انخفض مستوى ماؤها ومال لونه إلى الأخضر.
بدوره، يلفت عادل الأمين، ممثل الهيئة العامة للسياحة في القلعة، إلى اعتزام الهيئة إعادة ترميم الموقع وتحويله إلى وجهة سياحية جاذبة.
القلعة مفتوحة يومياً بالمجان على فترتين صباحية ومسائية. ولعبور بوابتها، يلزم تسجيل الاسم وجهة العمل والهاتف. لكن الزوار لا يقصدونها، غالباً، سوى في الإجازات الأسبوعية، وبأعداد محدودة، لعدم جاهزيتها.
بعض الزوار أجانب من جنسيات مختلفة. وخلال معاينتها الميدانية للقلعة هذا الأسبوع، التقت "الرياضية" 3 أمريكيين، من ولاية أريزونا، ذكروا أنهم يعملون في ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، وحضروا إلى تاروت في جولة سياحية برفقة زميل سعودي لهم.