|


هيا الغامدي
ديشامب «المناضل» و«رباعيات» الديوك!
2019-04-04
تصالح المدرب الفرنسي ديديه ديشامب مع الحظ فأعاد بلاده لتاريخ الأبطال مرتين قائداً للديوك 98م ومدرباً 2018! ورغم أن المناضل الفرنسي يقود بلاده منذ 2012، إلا أنه لم يهدها الفرح إلا مرتين حينما قادها لوصافة يورو 2016، وعندما أحرز كأس العالم الأخيرة.
ديشامب مدرب أندية نجاحه مع منتخب بلاده بطولة من نوع خاص، ورغم تاريخه المميز كلاعب تتلمذ على يد الأسطورة ميشيل بلاتيني، إلا أنه أخفق بالصعود معه في 90م و94م للمونديال! ديشامب درّب أندية فرنسية كموناكو واليوفي ومارسيليا! ديشامب من نوعية المدربين الذين يحملون قناعات خاصة لإيمانه بالعنصر الشاب ومراهنته عليه، وفرنسا من 2012 للحظة تجني ثمار الاستقرار الفني/ التدريبي بالإبقاء على مدرب كل مرة يُدهشنا أكثر، بقيادة النجمين المهاجمين الشابين: كيليان مبابي نجم psg وجريزمان نجم أتلتيكو مدريد وبوجبا..! تفاهم مبابي وجريزمان آخذ بالتصاعد، فهما متكاملان ويكملان بعضهما ويتطوران ويتحليان بالفعالية والاستحواذ على الكرة والحركة دونها، رغم انخفاض مستوى مبابي بعد روسيا، إلا أنه عاد بقوة في التصفيات وقاد فرنسا لرباعيات مهمة! اللافت أن طريق ديشامب لم يكن مفروشاً بالورود بل مليئاً بالأشواك رغم نجاحه إلا أنه في حرب دائمة وشرسة مع الإعلام، ومعركته الطاحنة معه لا تنتهي بشأن قناعاته التدريبية واختياراته للاعبين الذين يمثلون المنتخب الذين أدخلوا فرنسا التاريخ من أوسع أبوابه! استبعاده لعنصر الخبرة كريم بنزيمة أحدث جدلاً بالشارع الفرنسي، وأثار الشكوك بعد اتهام بنزيمة له بالعنصرية، رغم أنه صرح بأن فترة بنزيمة مع الديوك انتهت في إشارة لاهتمامه بالعنصر الشاب، رغم وجود جيرو كعنصر خبرة بالمنتخب رغم صيامه عن التهديف في روسيا إلا أنه عاد ورفع رأس مدربه في التصفيات، ديشامب أسطورة تدريبية آخذة بالتطور والنماء رغم قلة تجاربه الدولية كمدرب إلا أن نجاحاته تتحدث عنه، فقد عادل حسابات كبار المدربين حصاداً للمونديال لاعباً ومدرباً كالألماني بيكنباور والبرازيلي زاجالو، ما يعيبه تركيزه على الهجوم بالمهاجمين المحوريين بسن صغيرة جريزمان ومبابي “بيليه الصغير”، الذي يسعى بأن يكون ماكينة الأهداف الفرنسية الجديدة وميله للعنصر الشاب على حساب الخبرة وهو لا يعكف على تطوير دفاعه على النهج ذاته! المدهش بأن فرنسا بطلة العالم الأخيرة بدأت مبارياتها بالتصفيات المؤهلة ليورو 2020 بالرباعيات المثيرة أمام مالدوفا وآيسلندا! ديشامب شدّ العالم من جديد لمنتخب الديوك، وأدار الرؤوس بعناصر شابة قادرة على إدهاش العالم كما القهوة الفرنسية وروائح العطور الباريسية وصخب المقاهي الشانزليزيهية..!