|


أحمد الحامد⁩
زالاتان إبراهيموفيتش
2019-04-08
لم أقرأ تصريحات مثيرة وعميقة وطريفة لأي لاعب كرة قدم كما قرأت للسويدي زالاتان إبراهيموفيتش، في الحقيقة أنا وصلت لمرحلة البحث على "جوجل" إن كان قد قال شيئًا جديدًا، تضحكني تصريحاته لكنني أضحك معجبًا أو موافقاً، حتى لو كانت مقولته مشبعة بالمظهر الذي يعطيك انطباع الغرور عنه.
الحقيقة أن زالاتان أبعد ما يكون عن الغرور، المغرور لا يستطيع أن يكون خفيف الدم، خفة الدم تعيش بداخل الفنان، والغرور والفنان خفيف الدم لا يلتقيان، خفة الدم تحتاج إلى تواضع لأن خفيف الدم يحتاج أحيانًا أن تكون تعليقاته طريفة ضد نفسه وهذا ما لا يستطيع المغرور فعله، عندما لم يضم مدرب المنتخب السويدي زالاتان للفريق المشارك في نهائيات كأس العالم، خصوصًا بعد تقدمه في السن علق زالاتان "شيء واحد مؤكد، وهو كأس العالم بدوني لا شيء، ولا يستحق انتظار المشاهدة، فليس من المجدي أن ننتظر نهائيات كأس العالم"!، في بداياته لفت زالاتان الأنظار، كان شابًا في في الثامنة عشرة تقريبًا عندما قال له آرسن فينجر مدرب أرسنال أن يجري اختبارات الانضمام إلى الفريق، رفض زالاتان قائلاً: لا يمكن فزالاتان لا يخضع للاختبارات!. وعن حديثه عن مزاياه الكروية قال: أستطيع اللعب في 11 مركزًا مختلفًا!، عندما انتقل إلى برشلونة قال عن وجود ميسي في الفريق: ميسي رائع لكنني انضممت الآن لبرشلونة!، لكن زالاتان لم يظهر مع برشلونة بالصورة المنتظرة قياسًا بمستواه المعروف، وعندما سأل عن ذلك كان كعادته حاضرًا: البارشا اشترى فيراري لكنه قادها كسيارة فيات!!
وعندما وافق على الانتقال إلى باريس جيرمان قال: لا أعرف الكثير عن الدوري الفرنسي ولكن الدوري الفرنسي يعرفني!. يحق لزالاتان ما لا يحق إلا لبعض اللاعبين النادرين، لذلك تتقبل كلامه المبالغ أحيانًا، لكنك تتقبل الكثير مما يقول لأنك عندما تقارن كلامه بما يفعله في الملعب تجد أن هناك توازنًا منطقيًّا، زالاتان يعرف قيمة نفسه، حتى عند زوجته، سأله أحد الصحافيين إذا ما كان قد أحضر هدية لزوجته في عيد ميلادها فقال لا شيء.. فهي تمتلك بالفعل زالاتان!
زالاتان من نوعية اللاعبين الذين سيعمرون طويلاً خارج الملعب، لأنه يحمل تاريخًا ناصعًا ولسانًا مثيرًا يصنع الجدل، يبقى أن أقوال زالاتان على الرغم من قوتها إلا أنها لا تجرح أحدًا، وهذا فن يجيده الفنانون فقط.