|


فهد عافت
الحب: كرامة الصيد وكبرياء الصيّاد!
2019-04-09
ـ الحب هذا الحلوى البلوى، أين تكمن حقيقته؟! هل في حقيقة العلاقة أم في حقيقة المشاعر؟!.
ـ عبدالوهاب كان يرى أن الأجيال التي جاءت بعد جيله عرفت الحب على حقيقته. وبخصوص جيله حكى حكاية ضاحكة: أحمد رامي عشق لسنوات جارةً تبيّن له فيما بعد أنها "قُلّة"، جَرّة ماء!. حسبها رامي لسنوات امرأة تجلس أمام شبّاك غرفتها المُسَتّر!.
ـ لم تكن الجارَة إلّا جَرّة!. الظِّلال البعيدة شكّلت الخيال القريب!. والمحفوف أوجد الملهوف!. الملهوف أوجد المهفوف!.
ـ أُقلِّب الحكاية، وأقول: حسنًا، المحبوبة لم تكن حقيقيّة، لكن الحب كان حقيقيًّا!. المشاعر وُجِدَتْ وتحقّقت وانتهى الأمر!. والحب، ما الحب؟! أَوَلَيْسَ عطشًا مُستَفَزًّا؟! ماذا يهم إن أوجدته امرأة أو "قُلّة" ماء في قلب رجل؟!.
ـ لا المرأة ولا "قُلّة" الماء، لكنه البعد والتمنّع والرغبة في الصعب المستحيل وكل ما يُحفِّز الخيال على إثارة المشاعر وتقليبها على جمر الشوق، هذه هي الأشياء المنتجة للحب، الأشياء سقّاية بذرته المدفونة في القلب منذ خُلِق!.
ـ جيل اليوم محروم إلى حد كبير من هذا الظمأ الحرّاق!. هل كنّا في أيامنا نحب أكثر، وربما أصدق، لأننا كنّا نتخيّل بكثافة أعلى؟!.
ـ كلّما قلّت المصاعب ضعف الحب، لأن جزءًا من كرامة الصيد ومن كبرياء الصيّاد أُهين وتلاشى!. ولأن الحقيقة استعمرت الخيال، روّضت جموحه!.
ـ لا أعني أبدًا أنه لا يُوجد حُب اليوم، قول ذلك ضرب من العبط والهبل والسذاجة والجهل. أعني فقط أن كل حب يؤلِّف مشاعره ويضبط إيقاع أحاسيسه حسب زمنه!.
ـ وأنّ ما تستدعيه كلمة "حُب" بالنسبة لأبناء جيلي، شيء مختلف كثيرًا ومغاير لما كان يمكن لها استدعاؤه بالنسبة للجيل الذي سبقنا، وبالتأكيد هي مختلفة أكثر وأكثر، وتكاد تكون مغايرة تمامًا لما يمكن لها استدعاؤه بالنسبة للشباب اليوم!.
ـ الكلمات نفسها: حب، شوق، لهفة، غيرة، بهجة،..، لكنها وفي كل مرّة تُحفر بسيل جديد من المعاني الخفيّة إلا على أصحابها، وأحيانًا حتى على أصحابها!.
ـ يُمكن للأغاني التي يطرب لها كل جيل تقديم صورة أوضح!.
ـ الحب مسألة صعود، ولو أنّ الواقع يقدر على شيء ما صار "واقعًا"!.
"قفلة":
حتى أعَرفْ اكتبْ رضايْ:
أحتاج للزّعَلْ القديمْ نفسَهْ!.
وحتى أعَرفْ شكثْر كانت حلوه الهمسه:
أحتاج للحُب اللي جايْ!.