|


نبيه ساعاتي
كيف تفوز بالانتخابات؟
2019-04-10
الاتحاد الدولي لكرة القدم كان حتى سنوات قليلة ماضية لا يعترف بالبطولات التي تقام على أسس عرقية أو دينية مثل البطولة العربية أو بطولات التضامن الإسلامي، ولكن تغيرت هذه الإستراتيجية مؤخرا، وأذكر أنني خاطبت الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل سنوات سائلا عن الاعتراف ببطولات مثل التضامن الإسلامي، فأجاب جون سكوماكر John Schumacher بأن الاتحاد الدولي بات يعترف بهذه البطولات ولكن ليس من الفئة A.
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي تضيفه لنا مثل هذه البطولات رياضياً؟ فلسنوات طويلة ظل الاتحاد العربي واتحاد التضامن الإسلامي تحت مظلتنا وننفق الملايين عليهما ونبذل الجهود ونرعاهما ولكن بصراحة ما الذي جنيناه من ذلك؟ إنني لا أطالب بتجاهل هذين الاتحادين، ولكن يجب ألا نغفل الأهم وهو الاتحاد الآسيوي الذي خلت قائمة أعضاء مكتبه التنفيذي ونوابه من المرشحين السعوديين وفق النتائج الأخيرة والتي بالتأكيد لم تأت مصادفة ففيها قصور من جانبنا، وبها خبث من جوانب أخرى.
ولا بأس، فالمهم الآن أن نعيد ترتيب أوراقنا وأن نبدأ الإعداد للانتخابات القادمة مع الأخذ في الاعتبار أن الانتخابات كما تحدث عنها كينيث دروم Kenneth Drum في مؤلفه نظرية الفوز بالانتخابات The Theory of Winning an Election ترتكز على تصميم نظرية تقودك للفوز بها تبدأ بالسؤال كيف أفوز؟ ومن ثم تنطلق في تحليل الانتخابات السابقة نتائجها وديموغرافية المرشحين ونوعية المصوتين، ومن ثم وضع إستراتيجية للانتخابات بناء على ذلك، بحيث تكون مرنة وتستجيب للمتغيرات على أن تكون مكتوبة ومبنية على ثوابت وليس مسموعات وكلام، ومهم أن تستعين بالخبرات قبل تصميمها وليس بالضرورة خبرات من الفائزين فقط فأنت تحتاج إلى خبرات من الخاسرين أيضا حتى تتلافى عوامل إخفاقهم.
وبطبعية الحال مهم أن تبني تكتلات وتشيد علاقات متينة، كما يجب أن تتخذ خطوات عديدة للتعريف ببرنامجك عبر وسائل الإعلام المختلفة وشباكات التواصل الاجتماعي مع أهمية توفر السيولة النقدية التي تساعدك على تنفيذ برامجك. وبالإضافة إلى ذلك أرى شخصياً أنه من الواجب أن تخالق الناس بخلق حسن وتستوعب الآخر أياً كان وأن تقدم من هو مقنع ومؤهل للترشح.
وأختم بالقول إن الرئيس الأمريكي السابق لينكون وهو المعروف بنزاهته، فريقه الانتخابي استأذنه في بعض التجاوزات ـ وفق ما تمليه عادة لعبة الانتخابات ـ فقال بدهاء إن كنت لا أعرف عنها فكيف لي أن أمنعها؟.