|


قراءة فنية: كنو يصنع الفارق قبل الطرد وبعده

قراءة - أحمد المختار 2019.04.13 | 12:05 am

بدأ فوساتي مدرب الأهلي في مواجهة الهلال الدورية برسم قريب من 4-4-1-1، بتواجد رباعي دفاعي صريح أمامه رباعي آخر متنوع بالمنتصف، ثنائي بالعمق وثنائي آخر على الأطراف، وفي الأمام مهاجم صريح وخلفه لاعب متحرك غير ثابت. أما زوران فحافظ على خطته المفضلة 4-2-3-1، بحماية خط الارتكاز بثنائي محوري كالعادة، أمامهما ثلاثي هجومي بالقرب من رأس الحربة، وخلفهما رباعي دفاعي أمام المرمى.
بنى الأهلي خطته على لعب الكرات الطولية من الخلف إلى الأمام، برمي الكرات الطولية مباشرة من الدفاع تجاه لاعبي الثلث الهجومي، مع محاولة استلام السومة في الهواء ورد الكرة إلى القادمين من الخلف أو من الأطراف، لذلك لم تكن هناك خطورة حقيقية لأصحاب الأرض باستثناء هدف عسيري غير المحتسب، والذي جاء أيضاً بنفس الطريقة، حيث بدأت الهجمة من الأساس بلعبة طولية ثم تمريرة من المهاجم إلى الجناح القاطع من الخط إلى العمق.
في المقابل استحوذ الهلال بشكل أكبر على الكرة، سدد كرات أكثر وصنع عدة فرص مع صعود محمد البريك بالأخص على اليمين رفقة كاريلو، وعلى اليسار الشهراني بالتبادل مع سالم الدوسري لخلق موقف 2 ضد 1 أسفل الأطراف، في محاولة لاستغلال وجود مساحة واضحة بين أجنحة الأهلي وأظهرته، سواء بين المؤشر وعبد الغني أو عسيري وحسون.
تحولت المباراة إلى إتجاه واحد بعد طرد يوسف الحربي ، مع تحول الأهلي من 4-4-1-1 إلى 4-4-1 بخروج عسيري ودخول نوح الموسى، مع لعب نيكولاي على الطرف الأيسر. واستغل زوران الطرد بمضاعفة الهجمات من الطرف والعمق، مع اقتراب كارلوس إدواردو من جوميز داخل منطقة الجزاء، ليحصل الفريق على الزيادة العددية المطلوبة.
سهل الطرد مهمة الهلال وأضعف دفاع الأهلي، لكن يُحسب للضيوف أنهم أتوا من أجل الفوز ولا شيء آخر، مع تألق واضح ولافت من محمد كنو، نجم المباراة ولاعب الارتكاز الذي صنع الفارق، بقوته في الافتكاك والضغط، مع توزيعه الكرات تجاه لاعبي الهجوم والأجنحة، وجمعه بين المهام الدفاعية والهجومية في آن واحد، ليجعل زملائه في وضعية أفضل سواء بالكرة أو من دونها.
فرغ فوساتي الوسط بعد خروج عسيري ليبقي على نيكولاي، وبعدها يشرك ديجانيني مكان المؤشر ثم عسيري بدلاً من السومة ، نتيجة النقص العددي وبسبب عدم وجود أي صانع لعب بالتشكيلة، وكأن الأهلي مقسوم إلى نصفين، فريق يدافع وآخر يهاجم دون وجود رابط في منطقة الارتكاز أو المحور.
بينما سيطر الهلال على المباراة بفضل لاعبي الوسط، ديجينك هجومياً ضعيف ويمرر بالخطأ في بعض المواقف، لكنه يسمح لكنو بالزيادة العددية في نصف ملعب الأهلي دون خوف من أجل المشاركة في الهجوم، ومعهما كارلوس إدواردو اللاعب الحر في وبين الخطوط.
ساعة مميزة من الفرص والهجمات ، ونصف ساعة أخيرها عابها التسرع والشد والجذب مع كم هائل من التمريرات الخاطئة، جزء نظراً لتوتر الأعصاب، وجزء آخر نتيجة تغييرات زوران، المدرب الذي أخرج كاريلو بدون سبب ليضغط فريقه في الدقائق الأخيرة، لكنه كان محظوظاً بعدم استقبال هدف نتيجة سلبيته وتحفظه وتراجعه بلا مبرر.