|


محمد الغامدي
بطولة العرب للصغار
2019-04-17
مرّت البطولات العربية منذ انطلاقتها قبل نحو أربعة عقود بالكثير من المصاعب والمنعطفات، مما جعلها تعيش حالة شكوك وخيبة ظن لدى الرياضي العربي في جدوى استمراريتها، وبرغم التفاؤل المستمر من مسيري الاتحاد العربي منذ عهد الراحل الأمير فيصل بن فهد عراب الاتحاد العربي والمناضل الوحيد، الذي وقف لكل الظروف في سبيل توحيد العرب رياضياً،
وبرغم التوقفات الطويلة لتلك البطولات في السنوات الأخيرة، مما شكل إحباطاً للمتابع، إلا أن بوادر إيجابية لاحت في الأفق هذا الموسم لتأخذ مشاركة الأندية العربية مساراً جديداً من الإعداد والتجهيز، خلق مزيداً من الثقة والتفاؤل باستمراريتها بعد أن تهيّأت كثيراً من الظروف وذُللت الكثير من المصاعب.
لا نريد العودة للوراء لكأس العرب للأندية أبطال الدوري منذ انطلاقتها في الثمانينيات وما صاحبها من عراقيل، وكيف كانت تدار تلك البطولة والأحداث المصاحبة لها في كل مباراة، وما حملته من تشوهات عصفت وأضرّت بالكرة العربية، لكن بالإصرار وعدم اليأس عادت هذه الموسم بصورة ناجحة، وشهدت مبارياتها كثيراً من الضبط والتنظيم، وساهمت جوائز ومكافآت المشاركين والأبطال في جذب 32 فريقاً وإنجاحها بالشكل الجديد، ساعد في ذلك ضبط عملية الانسحابات العربية المتكررة، وعدم السماح بتكرارها مع تغليظ العقوبات المالية حيالها.
بعد تلك المؤشرات الإيجابية ارتفع سقف التوقعات لمزيد من تنظيم بطولات عربية، ويبدو إعلان إعادة إحياء إقامة بطولة العرب للمنتخبات كونها الأقدم والأكثر لفتاً واهتماماً، خاصة وأنها تحمل إرثاً قديماً استمر قرابة ستة عقود من التأسيس، هو الأقرب في أجندة الاتحاد العربي التي كانت شبيهة بكل أسف في بطولات الأندية، ولم تقم سوى مرات قلائل لا تتجاوز الأصابع خلال 59 عاماً من أول بطولة عربية للمنتخبات.
بطولة العرب للمنتخبات ستأخذ حيزاً من البعد الإعلامي الكبير، إلا أن الآمال والطموحات تتعزز من الاتحاد العربي، الذي قاده بنجاح تركي آل الشيخ في أخذ النشء العربي حقه من العناية والاهتمام، وتوسيع رقعة مشاركته عربياً كونه الأقل حظوظاً في الاحتكاك والخبرة، مما يتطلب أن تكون للبطولة العربية للفئات السنية حظوة في المشاركة، خاصة وأن الروزنامة لمثل تلك المباريات ستكون متاحة وملائمة، فالمنتخبات العربية تحت 20 عاماً تعاني جدباً في المنافسات، واستحداث بطولة سنية من شأنه تقوية فرق عربية قادرة على مقارعة فرق القارتين الآسيوية والإفريقية، وهي أكثر البطولات العربية التي بالإمكان الرهان على استمرايتها لسنوات طويلة.