|


محمد الغامدي
النصر والتعاون وعدالة الكرة
2019-04-19
لا يمكن ضمان عدالة كرة القدم للفريق الأفضل، ولا الجزم بمنطقيتها ولا حتى أرقامها، فهي ليست بالعلم الدقيق، فالفريق الأميز والأمتع والأجدر قد لا يكون له نصيب أو حظوة بالبطولة، رغم أنه قدم كل شيء، فكثير من الفرق يسلبها الحظ وأمور أخرى خارجية كل حقوقها المكتسبة.
في الموسم الجاري يأتي النصر في الطليعة كفريق يمكن وصف أدائه بالثابت، وعطاء لاعبيه بالمميز، وغلته التهديفية بالمرتفعة، ووضعه الإداري بالمتفوق، وعمله التدريبي بالناجح.
الأرقام والإحصاءات لا تكذب ولا تتجمل، فالنصر في رصيده التهديفي خلال مشوار الدوري 64 هدفًا، بمعدل يقارب الهدفين في كل لقاء، وبفارق 38 هدفًا ما له وما عليه عن بقية الفرق، والأكثر محافظة على نظافة مرماه بواقع اثنتي عشرة مباراة، ولاعبوه يتصدرون المشهد بزعامة نجمهم المرعب عبد الرزاق حمد الله صاحب الرقم القياسي التهديفي في تاريخ دوري المحترفين حتى الآن بتسعة وعشرين هدفًا، رغم غيابه خمس مباريات، وصاحب أطول سلسلة أهداف في إحدى عشرة مباراة تهديفية، ولاعبوه الأجانب الآخرون يقدمون عطاء أقل ما يقال عنه أنه مصدر سعادة لمحبي النصر، بدءًا من نور الدين أمرابط الذي يمكن تصنيفه أنه أفضل لاعب في الدوري، ومرورًا بالبقية بيتروس ومايكون وبرونو وجوليانو وجونز وموسى، وهم بالفعل كتيبة محاربين بالدوري نجحوا في وضع بصمتهم بالفريق، إلى جانب اللاعبين الغنام والعبيد ويحيى وعمر والخيبري والجميعة والبقية، الذين شكلوا قدرة في صناعة الفرص المحققة برصيد 83 فرصة وهي الأعلى بين الفرق.
بالمقابل لا يمكن إغفال فريق التعاون الذي يستحق أن يكون فارس الرهان هذا الموسم، فالأعمال الإدارية والشرفية والفنية تسير على وتيرة واحدة، وعطاء لاعبيه الأجانب المرتفع في مختلف المراكز يؤكده النظرة الفنية الحاذقة لاختيارهم، والأرقام التي حققها لاعبوه بتسجيلهم 57 هدفًا كثالث أقوى هجوم يقودهم توامبا ثاني الهدافين برصيد 19 هدفًا تعطي دلالة على مدى قدرة الفريق للسير بعيدًا، وهو أداء لم يكن وليد الصدفة، فالمشوار التعاوني يبدو واضحًا للعيان أنه عمل متدرج ومتصاعد، ويكتسب خاصية الارتفاع موسمًا بعد الآخر، فهنيئًا لجماهيره بهذا الفريق المثالي.
الأصفران يمثلان خلاصة الإمتاع هذا الموسم، وهما الأكثر إقناعًا كمحصلة نهائية في مشوارهما سواء على الصعيد الإداري أو الفني، عطفًا على النتائج المتحققة في تحقيق بطولتي الموسم، لكن هل تدرك عدالة كرة القدم ما قدماه طيلة الموسم وتنصف النصر والتعاون.