|


فهد عافت
هدف طه حسين وتقنية الـ«فار» وتعليق فارس عوض!
2019-04-21
المشهد كما رواه الدكتور محمد الدّسوقي عمّن رواه له وهو عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين: "وأذكر يومًا في جلسة من جلسات المجمع أنه حدث خلاف بين الأعضاء فيمن يتولّى الإشراف على المعجم الكبير، فلهذا الإشراف مكافأة مقدارها ثلاثون جنيهًا شهريًّا، ولمّا احتدم الخلاف، وكان الدكتور أحمد أمين يُصرّ على أن يُعهد بالإشراف إليه، وقفتُ وقلتُ: ما رأيكم فيمن يتولّى الإشراف على هذا المُعجم مجّانًا، واعترض الدكتور أحمد أمين على هذا، فقال له لطفي السّيّد، وكان رئيسًا للمجمع: هل تشكّ في قدرة الدكتور طه العلميّة؟ فردّ الدكتور أحمد أمين بالنفي ولكنه أضاف: ولكن الدكتور طه بإعلان رغبته هذه يُعلّمنا دروسًا في الأخلاق.."!.
ـ يكشف المشهد عن أخلاق حَسَنَة فعلًا، وعن نيّة طيبة تتقدّم بحل كريم وفيه من التفاني ما فيه، لخدمة العِلم أولًا ولنزع فتيل خلاف "احتدم" بما فيه الكفاية بين أعضاء محترمين في مَجْمَع موقّر!.
-بتأثير من اسم ونهج جريدتنا "الرياضية" فإنه يمكن لنا اعتبار أن الدكتور طه حسين سجّل هدفًا شرعيًّا شريفًا وصحيحًا!. وأنّ اعتراض الدكتور أحمد أمين على الهدف المسجّل في مرماه غير مبرّر!.
ـ لكن وبما أننا في موسم كروي ساخن جدًّا، ولكل هدفٍ مسجّلٍ فيه حسابات مُعقّدة، فلنرجِع للـ"فار"!.
ـ هل كان هدف الدكتور طه حسين صحيحًا حقًّا؟!. قسِّم الشاشة إلى مقاطع، هات المشهد من الأوّل!، وقرِّب الصّوَر يا ولد!.
ـ لحظة.. لحظة، أوقف الصورة هنا: "سعيت لنقله إلى كليّة الآداب!، كتبت مقدّمة لكتابه الأول في موسوعته عن فجر الإسلام وضُحاه وظُهره!. ولمّا أنشأ مجلة الثقافة كنت أكتب فيها بدون أجر!. وكان يلجأ إليّ في علاج مشكلات أبنائه!. غير أن الدكتور أحمد أمين مع هذا تنكّر لي وانضمّ إلى الدكتور السنهوري في التآمر ضدّي!. أحسنتُ إلى كليهما، ولكنهما انقلبا عليّ ومَكَرا بي"!. انتهى بوح طه حسين للدسوقي!.
ـ أَوَليس في هذا البوح ما يؤكّد وجود سخط وغمٍّ مُضمرين في قلب عميد الأدب العربي على أحمد أمين؟!. هل كان الاقتراح المتفاني بمجّانيّة الإشراف على المعجم الكبير خدمة خالصة للعلم والأدب حقًّا، أم أنّ فيه ما فيه من محاولة إظهار الدكتور أحمد أمين بمظهر الطمّاع وحرمانه من المبلغ بأي صورة انتقامًا منه على ما اعتبره طه حسين مكرًا به ونكرانًا له؟!
ـ لو كانت النفوس صافية، وقلب عميد الأدب العربي يخفق بمحبة ورغبة في استمرارية تدفق المساعدات التي كان يقدّمها للدكتور أحمد أمين، هل كان سيقف حقًّا ويقترح ما اقترح؟!. أَوَلَيس في مثل هذا الاقتراح شيئًا من "نحاسة" و"غلاسة" المقولة الشهيرة: "عليّ وعلى أعدائي"؟!
ـ أمّا وقد رجعنا إلى تقنية الـ"فار"، فالحكم لكم!. وكم من هدفٍ تم احتسابه في هذه الدنيا، وكان أمره يستوجب الرجوع إلى تقنيّة ال"فار"؟!
ـ المرجع: كتاب الدكتور محمد الدسوقي: "طه حسين يتحدث عن أعلام عصره". كتاب صغير، قديم، سنرجع إليه بإذن الله في وقت لاحق، ذلك لأنني أجد مشكلةً أخلاقيةً أكبر لم تُناقش بعد، في نشر الكتاب أصلًا!.
ـ قفلة: استشرت الصديق العزيز والمعلّق الرائع الكابتن فارس عوض في المقالة قبل نشرها، فعلّق: "يستحق طه حسين أن تختم بأن هذا الهدف الملغى لا يقلل من قيمة أهدافه التاريخية"!. يا ربّااااااه!.