داكار.. من رحم «الهلاك» ولدت فكرة السباق

انطلقت قبل 40 عاماً أول مجموعة من المتسابقين في "باريس" نحو صحراء ليبيا، في أول رحلة للدراجين وقادة السيارات في السباق الصحراوي، الذي أطلقه تيري سابين الدراج الفرنسي بعد رحلة شاقة كادت أن تودي بحياته.
عُرف السباق لاحقاً بـ"رالي داكار" نسبة إلى خط النهاية الدائم له، واستمرت أحداثه في إفريقيا حتى بلوغ العام 2008 وحينها تعرض بعض السياح القاصدين للسباق هجوماً قاتلاً من قطاع طرق أجبر المنظمين على نقل السباق إلى أمريكا الجنوبية منذ 2009. "رالي داكار" تحول اليوم إلى إحدى أيقونات سباقات السرعة على مستوى العالم، ونظراً إلى طبيعته بإقامته بين الكثبان والصخور والجبال، ازداد محبوه من المغامرين، وانعكس ذلك على عدد المشاركين فيه إذ يشكل الهواة السواد الأعظم وبنسب تصل إلى 80 بالمئة لقاء 20 فقط للمحترفين.
الفكرة
حزم الفرنسي تيري سابين محب المغامرات حقائبه متوجهاً نحو صحراء ليبيا وهناك ضل الفرنسي الطريق، وتاه ولم يجد سبيلاً للخلاص حتى كاد أن يفقد حياته في قلب الصحراء، ولكن تلقى المساعدة ونجا من المخاطر، وعلى الرغم من ذلك ابتكر الدراج سابين فكرة إقامة سباق صحراوي كل عام، ينطلق من داره باريس، مروراً بصحراء ليبيا، وصولاً إلى داكار، وتم تطبيق ذلك بالفعل لأول مرة عام 1978.
والمفارقة أنه وبعد توسع السباق، أصبح سابين مشرفاً عليه، وفي إحدى جولاته الإشرافية على السباق بمروحية الاستطلاع في سماء صحراء ليبيا، سقطت مروحيته ولقي حتفه عام 1986.
المسمى
بعد أن ابتكر الفرنسي تيري سابين فكرة السباق الصحراوي، انتهى لأول مرة في داكار العاصمة السنغالية، وكذلك الحال للسباقات التي تلته، حتى تحولت داكار إلى علامة النهاية، فارتبط اسمها بالسباق الصحراوي السنوي الذي أخذ يكتسب شهرة عاماً بعد آخر، وبات حلماً لكل محترف أو هاوٍ للسباقات الصحراوية أن ينجح في الوصول إلى داكار بعد اجتياز كل عقبات السباق، الذي سمي لاحقاً بـ"رالي داكار".

