|


بدر السعيد
سناب.. وشماغ.. والكثير من التصاريح
2019-04-28
في موسم غريب حصلت المفارقة العجيبة حيث شاهدنا أفضل هلال منذ أعوام.. وأسوأ هلال في تاريخ هذا النادي الستيني العريق.. حصل هذا الأمر حين تغيرت قيادته.. فبينما صنعت الأولى فريقاً أجاد اللعب داخل الملعب فإذا بالأخرى تحضر لتخرجه وبجدارة خارج ذلك الملعب..
أقول ذلك مع احترامي لفترة سمو الأمير محمد بن فيصل التي كانت مليئة بالإنجازات إلا أن المتابع البسيط لتلك المرحلة يدرك تماماً أن تواجده كان صورياً مع بعض أدوار الظهور المحددة والمحدودة حيث كان معه وخلفه رجال عاشقون للكيان ساعدوه خصوصاً في بداياته قبل أن يخرج عن عباءة أعضاء الشرف ومسيري الفريق ويفشل كما حصل في خسارة الدوري الشهيرة أمام الاتحاد.
وفي هذا الموسم عاد محمد بن فيصل ليستلم فريقاً متكاملاً تم إعداده وتجهيزه بعناية وخبرة فائقتين.. وشيئاً فشيئا وصل الحال بالمشجع إلى حالة من التذمر وعدم الرضا.. ليقوم بإقالة خيسوس.. يأتي زوران ويقدم عدداً من اللقاءات الخيالية والنتائج المبهرة.. وفجأة يتحول زوران إلى حالة من التخبط والخروج عن المألوف.. لينتهي به المطاف للحاق بخيسوس.
صباح أمس السبت تابعت بعض الأنباء التي نقلت رغبة الإدارة الهلالية في استعادة خيسوس من جديد.. تأملت هذه الأنباء فخيل لي أن وكيل أعمال خيسوس رد على المفاوض الهلالي قائلاً: قولوا لجدران ناديكم التي كان “يشخبط” عليها خيسوس “كنا حبايب وقصراً”.
وبين كل لحظات هذا الموسم تذكروا نواف بن سعد وهو يحتفل بكل ثقة بتحقيق الدوري للموسم الثاني على التوالي.. ثم تذكروا ابتسامات سامي وهو يحقق السوبر رئيساً في مرحلة تاريخية مهمة من عمره الرياضي.. ثم قارنوا المشهدين بمشهد فرحة محمد بن فيصل بأحد أهداف الهلال في مباراة محصلتها ثلاث نقاط.. وستدركون حينها أن إدارة الهلال ليست في نشر سنابه على طريقة “اجلد يا أبوي”.. وليست في رمي الشماغ عالياً في المنصة.. وليست في انفعال لفظي يخرج في القنوات تارة وفي تويتر تارة أخرى.. إدارة منظمة رياضية ضخمة كنادي القرن الآسيوي ليست بالأمر السهل أو القابل للتجارب وتكرار الأخطاء.. مهمة لا تقبل التعامل معها بمثل التعامل مع استراحة خاصة أو رحلة يخت فاره لا يهم ركابه سوى المتعة.. رئاسة الأندية يا كرام أكبر من ذلك.. بل وأهم من ذلك بكثير.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.