|


طلال الحمود
على خطى العميد
2019-04-28
تلقّى الهلال أمس الأول أقسى هزيمة في تاريخه بعدما سقط على ملعبه وأمام أنصاره بخمسة أهداف تفنن لاعبو التعاون بتسديدها من كل اتجاه نحو مرمى العماني علي الحبسي، وعلى الرغم من تعرض كثير من الأندية الكبيرة إلى هزائم مشينة، إلا أن كبرياء المشجع الهلالي لم يتقبل هذه “النكسة” الطارئة على تاريخ النادي العريق.
لم تكن المقدمات توحي بسقوط الهلال على هذا النحو، خاصة أن الفريق يمتلك ترسانة من اللاعبين يمكن الاعتماد عليها، فضلاً عن قائمة بدلاء لا تقل أهمية عن الأساسية، ولكن يبدو أن الفريق الأزرق عانى ضغوطات كبيرة جعلته يرمي بثقله في بطولة الأندية العربية التي لا تمثل حلماً لمشجعي الهلال الذين يبحثون عن إنجازات غير مسبوقة مثل الحصول على بطولة الدوري للمرة الثالثة على التوالي أو الوصول إلى كأس العالم للأندية!.
يكاد الهلال أن يكون الفريق الذي لم يتعرض إلى هزائم نكراء في المنافسات المحلية، غير أن أهداف التعاون الخمسة قادته إلى الاصطفاف مع البقية وفقدان هيبة كانت في أحيان كثيرة تمنحه نقاط الفوز بأقل مجهود ممكن، وعندما يفقد الفريق صورته الذهنية في تفكير المنافسين يصبح بحاجة إلى سنوات طويلة لاستعادتها، وربما كانت خسارة النصر أمام نيسان الياباني، أو الاتحاد أمام الهلال بخماسية نظيفة، بمثابة مفترق طرق وبداية لعهد جديد مليء بالمعاناة والارتباك.
في الهلال أجواء خاصة لا تختلف كثيراً عن الاتحاد، ما يجعل التدخل في شؤون الناديين بمثابة مغامرة غير محسوبة النتائج، وأغلب الظن أن أمر الهلال لم يكن في يد مسؤوليه بالدرجة التي اعتاد عليها أبناء هذا النادي، خاصة أن التغييرات والإقالات منذ بدء الموسم لا تحمل نفساً داخلياً، وتوحي بأن هناك نفساً جديداً لم يألفه الكيان الأزرق!.
خسارة الهلال القاسية ليست نهاية المطاف لنادٍ عريق، لكنها تعطي مؤشراً أن الهلال بحاجة إلى أن يعود إلى الهلاليين، بعيداً عن التدخلات مهما كانت حسنة النوايا، وفي المقابل لا يمكن إغفال تأثيرات هذه النتيجة المذلة على نادٍ يمتلك إرثاً كبيراً من الإنجازات، لاعتبار أن هذا السقوط لابد أن يكون بمثابة حدث مفصلي في تاريخ الهلال.