|


فهد عافت
الفرح شيء والسعادة شيء آخر!
2019-04-28
لحظة الفرح هي لحظة سعادة، لكنها ليست السعادة، أعني لا تختصرها!. أظن أنه لا يمكن للكلمتين تبادل الأماكن إلا في إجحاف أو جهل!.
ـ الفرح شيء يمكن معرفة حدوده، شيء صغير و"متحيِّز"!. يمكن بسهولة معرفة أسبابه التي غالبًا ما تكون سببًا واحدًا، بالكثير سببين أو ثلاثة، وغالبًا أيضًا، يكون كل سبب منها مرتبط بالآخر متوالد منه!.
ـ السعادة غير "متحيّزة"، ليس لها إطار!. أسبابها غير معروفة، بالكاد يمكنك تخمين بعض أسبابها. لكن ولأنك لا تعمل، ولا تقدر حتى، على تخمين تلك الأسباب إلا وأنت سعيد أصلًا، فإن السعادة بهذا الشكل وفي هذه الحالة تكون مُسبِّبَة لأسبابها!. تكون أسبابها نتيجة لها وليس العكس!.
ـ الفرح: نتيجة، ونتيجة مباشرة. أمّا السعادة فهي مُحَصِّلَة، ومُحصِّلة نهائية!.
ـ يمكن للفرح أن يُجَهَّز له!. في الأعراس والأعياد وكثير من المناسبات الأخرى، يتم فعلًا التجهيز للفرح، وحين يأتي الموعد المحدّد نفرح!. هذا يعني أنه نعم، يمكن للفرح أن يُشترى!.
ـ السعادة شيء آخر، لا يمكن لها أن تُشترى!. كما لا يمكن لها أن تُجهَّز!. هي أقرب للأقدار من القُدور بكثير، بكثير جدًا!. وحتى لا ندخل في "حيص بيص" الأقدار، سأكتب هي مسألة: قُدْرة!.
ـ المُحِبّ سعيد حتى في أحزانه وبها!. التعيس هو من أراد الحبيب لا الحب!.
ـ من أراد الحبيب أراد الفرح وليس السعادة!. أراد "حيازة" شيء ما، ولم يُرِد التمدّد والانغماس في كل ما في الكون من بهاء!.
ـ حتى اللئيم الوقح له من الأفراح نصيب، عقوبته أنه لن يكون سعيدًا مهما فعل ومهما حصل له!. السعادة أخلاق، يكسبها الكريم الحَيِيّ!.
ـ والخامل لئيم، والدؤوب كريم!.