|


أحمد الحامد⁩
ورد
2019-05-05
شكّل الورد رمزية فائقة التعبير عن الحب والغيرة والود، استخدمه الشعراء والمغنون والرسامون في الاختصار عن الوصف، سهل لهم المهمة كثيراً وكان سفيراً فوق العادة، لم يغب عن المحبين الفقراء أهمية استغلال الورد لأن شراءه غير مكلف وهو بديل رومانسي عن الهدايا المكلفة.
انتبهت بعض الدول لأهمية الورد وفكرت به من نواحٍ اقتصادية وعرفت بأنه سيبقى سلعة رائجة طالما بقي الإنسان يحب ويخطئ ويعتذر ويموت، قرأت أن هولندا تنتج حوالي 20 مليون وردة توليب يومياً وهناك بورصة خاصة بالزهور، لا أشك أن شركات الزهور هي من دعمت فكرة تخصيص يوم للحب أو ما سمي بالفلانتين حتى تبيع أكثر قدر من الورود الحمراء، قبل سنوات زارني في البيت أحد الأصدقاء يحمل وردة جميلة، سألته عن سبب حمله للوردة، قال إنه يوم الفلانتين وإنه اشترى الوردة حتى يهديها لزوجته، طلبت منه أن أمسكها بيدي وما إن أمسكتها حتى ذهبت بها إلى زوجتي وأعطيتها لها.. قلت لها إنه يوم الحب يا حبيبتي، أسعدتها الوردة كثيراً واعتقدت أنني اشتريتها لها، الجميل أن صديقي جلس يضحك كثيراً من الموقف وذهبت كلمات شتائمه التي وجهها لي بين ضحكاته، في الأغنية غنى عبدالحليم رميت الورد طفيت الشمع يا حبيبي، وطلال غنى وردك يا زارع الورد، ومحمد عبده غنى بعد غيابه عن حبيبته: كل شي حبيته في بيتك نساني.. الهدوء الليل الصمت الأغاني.. حتى لون الورد والفرحة ومكاني، لم ينس المغنون أهمية بائعي الورد فأعطوهم حقهم، تكفل بذلك الحق الفنان الكبير ناظم الغزالي عندما غنى عمي يا بياع الورد قلي الورد بيش؟ يبدو أن ناظم حينها كان مفلساً لأنه سأل عن سعر الورد، تعشق المرأة الورد وتحب أن يصفها زوجها بالوردة، وبعضهن يفضلن الوردة كهدية عن أي هدية أخرى مكلفة، حكى لي أحد الأصدقاء علاقته مع الورد: "عندما ذهبت لزيارة خطيبتي اشتريت باقة ورد، طرقت الباب فخرج لي أخوها الذي رفض دخولي قائلاً له: "اسمع.. مو كيفك شاري ورد وجاي علشان تجلس مع أختي.. لما تتزوجها اجلس معها واشتر لها ورد على كيفك"، مضيت غاضباً نحو سيارتي وألقيت بالورد على الأرض وسحقته بقدمي، حينها كانت خطيبتي تنظر من الشباك، اليوم كلما حصل خلاف بينناً رددت الجملة التالية: والله أنا من شفتك تدوس على الورد عرفت أنك ما راح تعرف تتعامل معاي".