|


أحمد الحامد⁩
عاصوف ناصر
2019-05-15
في السنوات الأخيرة قاطعت المسلسلات التي تُعرض في رمضان، عكس ما كنت أفعله في السنوات التي سبقتها، جاءني رفض داخلي لأمرين الأول إنني أكرر نفس ما أفعله كل عام في شهر رمضان، الأمر الآخر هو شعور من الداخل برفض سياسة المحطات التي تقول لك لن تشاهد مسلسلات جديدة إلا في رمضان!
لا شك أن هناك أمراً خفياً هو المستوى خصوصاً في المسلسلات الخليجية غير المقنعة غالباً والشعور الدائم وأنت تشاهد الممثلين والممثلات بأنهم يمثلون، مسلسل العاصوف هو أكثر مسلسل قرأت عنه التعليقات، وهو التجربة الجادة الأولى في تقديم عمل بمستوى تمثيل مرتفع وتكلفة إنتاجية فهمت أن الصرف على العمل هو ضرورة وليس كرماً ولا تبذيراً، دعوني أقول بأنني لم أشاهد المسلسل، كل مشاهدتي على لقطات وقراءات لبعض التعليقات، ناصر القصبي أخذ المشهد التلفزيوني إلى خطوة إلى الأمام، هذه الخطوة هي الخطوة الثانية بعدما قدمه في طاش ما طاش رغم اختلاف طريقة الطرح في العاصوف وكون المسلسل ذو قصة مترابطة بتواريخ وأحداث، لا يوجد عمل سعودي يشبه العاصوف، لكن هناك عشرات الأعمال التي تشبه طاش بغض النظر عن مستواها، طاش كعمل تم البناء عليه للأعمال الكوميدية الأخرى وهذا ما سيحصل من مسلسلات جديدة تبنى على سكة العاصوف، أكثر نقد جاء من أفراد ومن زملاء ممثلين لناصر عن العاصوف أن المسلسل لا يعكس حقيقة العادات والتقاليد، وأنا لا أعلم عن أي عادات وتقاليد يتحدث الناقد إذا ما كانت العادات والتقاليد تختلف من مدينة وأخرى ومن قبيلة وأخرى وحتى من عوائل وعوائل أخرى، مَنْ أقرّ بأن العادات والتقاليد متشابهة في البلد الواحد؟ العاصوف عمل سيبقى في تاريخ الشاشة السعودية وكل معطيات الجدل الاجتماعي والفني تشير إلى ذلك من دون أي شك، بعض زملاء ناصر الذين انتقدوا العمل كان سبب انتقادهم لأنهم لم يشاركوا في العمل! العاصوف صنع خلافاً وهذا أمر مهم، الخلاف يصنع تنوع الآراء وهذا تقدم وتطور، لا يمكن أن تتطور الحركة الفنية من دون أعمال جديدة في الطرح، ومن الطبيعي أن يرفض بعضهم هذا الخروج من الإطار المعتاد، لكن النتيجة أن القالب المعتاد قد كسر أو توسع وهذا تقدم، دعونا نحتفل بناصر وبما يقدمه من قيادة للمشهد الفني في الدراما والكوميديا، ناصر يصنع لنا الشاشة ويجددها ويفتح الآفاق الجديدة.. وحيداً لغاية الآن.