|


فيتوريا.. يكسب اللقب ورحيل عدوه اللدود

صورة التقطت أمس الأول للبرتغالي روي فيتوريا مدرب فريق النصر الأول لكرة القدم وأحمد البريكي المدير التنفيذي للنادي بعد التتويج بدوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين تصوير: عبد العزيز النومان
الرياض ـ عبدالرحمن عابد 2019.05.18 | 03:34 am

كريم وطيّب وهادئ وقلبه حنون، هكذا تصفه زوجته الجميلة سوزانا، التي أعلنت ارتباطها رسميًّا به بعد علاقة ناجحة استمرت أكثر من 15 عامًا، أنجب فيها الزوجان ثلاثة أطفال، جوانا 10 أعوام، وماتليد 8 أعوام، والرضيع سنتياجو البالغ 11 شهرًا، حيث احتفل الجميع بتوثيق العقد في مركز حكومي في مدينة لوريس البرتغالية، وفي اليوم التالي سافروا إلى العاصمة السعودية الرياض.
ولد روي فيتوريا، المدرب البرتغالي المعروف، في منتصف إبريل 1970، في بلدة قديمة تقع غربي جنوب البرتغال تدعى ألفيركا دو ريباتيجو، حيث اشتهرت بمساحاتها الخضراء الشاسعة ومتاحفها الأثرية المتعددة، كما تضمّ أيضًا كنيسة القدّيس بطرس وثالث أكبر جرس في أوروبا، فيما تعد المدينة مهد صناعة الطيران البرتغالي، إذ بنى الجيش العسكري فيها قواعده الجوية ومدارسه الأكاديمية، كما افتتح هناك أول مطار برتغالي دولي عام 1940 اسمه "الهبوط الدولي".
لم يتوقع أحد أن يبلغ روي فيتوريا قمة المجد، فعلى صعيد كرة القدم كان لاعبًا مغمورًا فشل في إثبات نفسه مع خمسة أندية برتغالية ضمن دوري الدرجة الثالثة، وبالكاد عرف أقاربه بخبر اعتزاله اللعبة في 2003، ولكنه آمن بقدراته لاحقًا وامتهن التدريب حتى نال 6 بطولات، واحدة مع فريق فيتوريا غيماريش، وباقي البطولات مع بنفيكا، حيث فاز بالدوري مرتين وفاز بكأس الدوري وكأس البرتغال وكأس السوبر البرتغالي.
في مطلع يناير 2016، نشب خلاف علني كبير بين روي فيتوريا وخورخي خيسوس أثناء موقعة بنفكيا وسبورتينج لشبونة في الدوري البرتغالي، إذ قال خيسوس باستهزاء كبير لوسائل الإعلام بعد المباراة: "أنا لا أرى روي مدربًا من الأساس، إنه لا يملك مقومات التدريب وهو ليس زميلاً لي، ويحتاج إلى قدرات أكبر من قدراته الحالية، بينما اكتفى فيتوريا بالرد عليه: "لا أريد تبادل التعليقات والاستمرار في مسلسل طويل". بينما طالب رئيس الرابطة كلا الرجلين بالهدوء.
شاءت الأقدار بعد 3 أعوام أن يتعرض خيسوس للإقالة من تدريب الهلال دون أي أسباب واضحة، على الرغم من تصدّر فريقه ترتيب الدوري السعودي، بينما في التوقيت ذاته أبرم النصراويون عقدًا مع عدوه اللدود فيتوريا حتى نهاية موسم 2020، وبحسب مواقع برتغالية فإن أجره السنوي يلامس 7 ملايين يورو، وفي نهاية المطاف تمكن المدرب الأصفر من خطف الصدارة وفاز باللقب في الجولة الأخيرة، بفارق نقطة واحدة على غرار صراع سيتي وليفربول.
قال جوارديولا عنه، بعد أن لعب ضده في دوري أبطال أوروبا 2016: "إنه أفضل مدرب حاليًا، لقد ابتكرت طريقة مؤقتة لتجاوز فريقه، حيث طلبت من اللاعبين الاعتماد على طريقة مرهقة وهي محاولة إخراج لاعبي بنفيكا من مراكزهم بالتمريرات بين العمق والأجنحة، وفي حال ابتعاد لاعب من بنفيكا عن مركزه نستطيع الوصول إلى مرماهم وهز شباكهم".
أما الإيطالي أريجو ساكي صانع فريق ميلان في الثمانينيات الميلادية، الذي يعد واحدًا من أعظم المدربين على الإطلاق، تحدث عن صاحب الـ 49 عامًا بقوله: "إن فيتوريا يذكرني بفريقي قبل 30 عامًا، حيث يخدع الخصوم بإيهامهم بأن طريقة لعبه دفاعية، إلا أنها تعتمد كليًا على قوة المهاجمين الذين يهاجمون مهاجمي الفريق المنافس".
وفي مقابلة تلفزيونية عبر قناة "BTV"، كشف البرازيلي لوسياو قائد بنفيكا السابق، عن أسرار نجاح فيتوريا قائلاً: "لقد جلب أفكارًا جديدة إلى النادي وهذا سبب فوزنا بالألقاب، إنه يعمل بشكل منتظم مثل الساعة". وأضاف: "بعض المدربين يعتقدون أن التدريب معرفة التكتيك فقط، ولكن روي يفهم الإدارة وطريقة التعامل مع اللاعبين، وما يجعله مختلفًا أنه إنسان رائع ودود ومتواضع".