|


سعد المهدي
السعودي مدرب مع وقف التنفيذ
2019-05-26
لماذا بقي 75% من المدربين السعوديين المؤهلين بالشهادات والخبرة عاطلين، و20% منهم في الاستديوهات التلفزيونية، و5‬% بين مساعدين أو رهن الطوارئ؟
سؤال كبير تاهت إجابته بين التسطيح والتضخيم، وحار من يريدون الإجابة عنه بإحاطة وفهم، وأعلن له عن مئة سبب، وتهرب الجميع من وضع حد لهذه المشكلة يقتنع بها الجميع وفي مقدمتهم المدربون أنفسهم، والوضع مرشح لبقائه على هذه الحال سنوات وسنوات.
لا تجد من يوصي بالمدرب السعودي إلا إذا كان لغير ناديه أو للمنتخب، ولا اسم لمدرب سعودي ضمن قائمة أي وكيل أعمال كخيار محتمل، ولا أحد من جمهور أي نادٍ طرح اسم مدرب سعودي وطالب ناديه أن يتعاقد معه أو يخلف الأجنبي المقال، ولا مدرب سعودي من الـ5% طلب عند ترشيحه كمساعد أو مدرب مؤقت بعقد أو حدد رقمًا ماليًّا للتفاوض عليه.
في الجانب الآخر تعاقد 16 ناديًا من أندية الدرجة الممتازة مع 16 مدربًا من جنسيات عربية وأجنبية مع بدء الموسم، وقبل أن ينتهي بجولتين وصل عدد المسرحين منهم 21، هذا ليس لغزًا أو مسألة حسابية، مثل: كيف تم التعاقد مع 16 ثم ألغي عقد 21، وهل يعني أنه = 37، وإذا الخمسة الذين لم تلغَ عقودهم في الحزم والشباب والرائد والفتح والتعاون قد نقص منهم اثنان بعد آخر جولات الدوري بيدرو وسموديكا، فكم سيتبقى منهم للموسم المقبل؟
إلغاء عقود البرتغالي خيسوس "الهلال"، والأرجنتيني بابلو جويدي "الأهلي" والأوروجوياني كارينيو "النصر"، والبرازيلي فابيو كاريلي "الوحدة" والأرجنتيني رامون دياز "الاتحاد"، وهؤلاء يمثلون الموجة الأولى من المبعدين والأبرز كسير ذاتية وتجربة، والأكثر أجرًا، تغني عن الاجتهاد في أن المدرب السعودي لن يكون له مكان معتبر في أي نادٍ، فهو لم يصل بعد لمستويات هؤلاء ولا يمكن له أيضًا أن يغامر بمستقبله وأسرته في مثل هكذا عمل مصيره الطرد.
مئات المدربين السعوديين الذين حصلوا على شهادات تدريب من d حتى dro وهم في ازدياد ونسبة استيعابهم في الأندية ضعيفة جدًّا، ومسؤولية تشغيلهم أو استثمارهم ليست على أحد، فالأندية تتعاقد بحرية مع من ترى أنه يمكن أن يحقق أهدافها، والمنتخبات السنية مقاعد محدودة جدًّا، والمدرب السعودي يريد ضمانات حتى يترك وظيفته ومدينته وناديه ليحترف المهنة، والنجاح ليس مضمونًا ووو.. يمكن لمثل هذا الموضوع أن يكون مسلسل دراما مكسيكيًّا، وقد لا يجد المخرج كيف ينهيه وعلى ماذا ينتهي.