|


محمد الغامدي
النصر واحتقان الصوت الأزرق
2019-05-30
مع كل إخفاق لمنتخباتنا الوطنية في المشاركات القارية والدولية تخرج الكثير من المسببات والمبررات التي عادة تأخذ ردود أفعال بين مؤيدة ورافضة، وتظهر منها آراء رصينة وسديدة يمكن الاقتناع والأخذ بها كونها تأتي من رؤية متأنية وقراءة شامله لواقع الكرة السعودية بحكم المعاصرة والمعرفة الدقيقة ببواطن الأمور، بالمقابل هناك من يعصف بتلك الآراء ويأخذها إلى منحى بعيد عن مصلحة المنتخب وتهتم بفريقها المفضل قبل أي مصلحة أخرى.
خسارتا منتخب الشباب أمام فرنسا ومالي في كأس العالم الجارية في بولندا دليل على ذلك، فالآراء التي سيقت على تلك الخسارتين لم تتمحور مثلاً في قلة المشاركات والخبرة وقصور الإعداد وضعف البنية الجسمانية أو الجانب التكنيكي أو التكتيكي حتى نقتنع بتلك الآراء، بل شطحت كثيرًا إلى تواجد ثمانية لاعبين أجانب في دوري المحترفين، هو من كان وراء تلك النتائج.
هذه الآراء الأحادية الجانب في إعلامنا يتزعمها الإعلام الأزرق وهو من يثير في كل صغيرة وكبيرة أن الكرة السعودية ستحل بها كارثة فنية، وكأننا نعيش في بحبوبة من البطولات قبل القرار، لكنها تود التكريس في ذهنية المتلقي فداحة القرار وسلبياته وتناسي إيجابياته سواء على مستوى رفع أسهم الدوري السعودي عالميًّا أو حتى الاستفادة الفنية ورفع مستوى التنافس والمتابعة الجماهيرية والإعلامية بشهادة الكثير من النقاد خارج المملكة.
احتقان الصوت الأزرق والاصطفاف حوله برفض القرار والمحاولة بين وقت وآخر تشويهه ووضعه شماعة تعلق عليها خسائر المنتخبات مرده باختصار فوز النصر بالدوري الاستثنائي وضمه لخزينته والجودة الفنية التي استغلتها إدارة النصر عند اختيار لاعبيها الأجانب، وقدرتهم الفائقة في ترجيح كفة الفريق حتى أصبحوا مضرب المثل في التعاقدات، رغم أن إدارة سعود السويلم حققت هذه النجاحات في موسم واحد، ما أوجد لديهم ردة فعل صادمة مع تخبط فريقهم الأزرق الفني وسوء قرار إداراتهم المتعاقبة وقلة حيلتهم في اختيارات لاعبين قادرين على وضع بصمة في خارطة الفريق، كل ذلك وضعهم في موقف حرج في ظل تساوي الفرص بين الفرق في اختيار اللاعبين، لكن مع توالي إخفاق المباريات وانتهاء الموسم صفر اليدين كان لا بد من اختلاق أسباب واهية وأعذار بليدة كما هو حالهم في سرد البكائيات والمظلوميات والتشكيك عند تحقيق النصر لأي منجز وبطولة.