|


أحمد الحامد⁩
الكرة حظ
2019-05-30
الحظ يصنع لك ما كنت تعتقد بأنه مستحيل، أن تحصل على ما لم تتخيل الحصول عليه، أو في فقدان ما كنت تعتقد بأنك لن تفقده يومًا، الكثير من المشاهير والتجار ساقهم الحظ الجيد إلى ما وصلوا إليه.
والكثير أيضًا ساقهم الحظ السيئ في فقدان مجدهم، اختلف المهتمون بكرة القدم عن أفضل الطرق لصناعة فريق بطل، هذا الاختلاف صنع الكثير من فرص العمل لمحللي الكرة، كل يدلو برأيه المنحاز لفريقه، لكنهم لم يختلفوا في أن أي فريق كرة مهم تم الاهتمام به يحتاج دائمًا إلى الحظ الجيد حتى يستطيع نيل بطولة ما، الحظ في مباراة الهلال وسيدني الأسترالي الشهيرة مثلاً وقف بجانب سيدني عندما تم اختيار الحكم نيشامورا لإدارة المباراة، كان حظًا رائعًا لمشجعي سيدني، وكان كابوسًا علينا نحن الهلاليين، كان لدى الهلال كل شيء عدا الحظ خلال 90 دقيقة، الحظ أيضًا يحتاجه اللاعبون، من منّا كان يعرف الإيطالي سكيلاتشي قبل نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990، كان قبل بداية البطولة لاعبًا شبه مغمور يقبع في السجن بسبب جناية ما، المجد حينها كان لدونا دوني وروبيتيو باجيو ومالديني، أصر المدرب على ضم سكيلاتشي للفريق، سجل سكيلاتشي في هذه البطولة 6 أهداف ليصبح هداف كأس العالم، معظم أهداف سكيلاتشي لمن شاهدها يستطيع أن يرى أن الحظ هو من كان يسدد الكرة وليست قدم سكيلاتشي. الحظ نفسه هو من تخلى عن باربوزا حارس منتخب البرازيل عام 1950 في المباراة النهائية ضد الأوروجواي، قبل المباراة كان باربوزا ينعم بالمجد، كانت الجماهير تغني مقطعًا من أغنية ألفتها من أجله كلما ارتمى وصد كرة ضد مرمى البرازيل، كل شيء كان يسير نحو حصول البرازيل على الكأس العالمية، إلا الحظ كان له رأي آخر، اختار أن يقف بصف الأوروجواي وضد البرازيل وتحديدًا ضد باربوزا، في الدقيقة 79 سجلت الأوروجواي هدف التقدم لتصبح النتيجة "2ـ1" للأوروجواي، كان هدف التقدم من كرة شبه سهلة بجانب القائم الأيمن على يسار باربوزا، تناست الجماهير أن منتخب البرازيل يتكون من 11 لاعبًا ورأت أن سبب الخسارة من لاعب واحد هو باربوزا، الكل في البرازيل كان يبحث عن ضحية، عن شماعة يعلق عليها الهزيمة، حينها كان الحظ قد تخلى عنه، ليس في تلك المباراة فقط بل في مشواره الكروي والإنساني، عاش باربوزا فقيرًا وكانت آخر وظيفة عمل بها هي منظف في غرفة الملابس في ملعب الماركانا، الغرفة التي انطلق منها لتلك المباراة وحيدًا ومن دون حظ.