|


محمد سعود
«العاصوف».. وتجاهل الحركة الرياضية
2019-06-03
شاشة رمضانية
28 حلقة انقضت من المسلسل السعودي "العاصوف" حافلة بالتميز والإبداع والإثارة وحتى الأخطاء، لكنه بقي صامداً في مقدمة الأعمال الدرامية الرمضانية.
والنجاح الذي اكتسبه "العاصوف" حتى الآن يكمن في أنه حقق "الإثارة" حوله، مشابهة إلى حد ما بـ"إثارة دوري المحترفين لكرة القدم"، بأنها قسّمت المشاهدين على تفاصيله، وجعلت أحداثه مثيرة للجدل، حتى الرمق الأخير من حلقاته.
و"العاصوف" الذي يقود بطولته الممثل القدير ناصر القصبي، ارتكب أخطاءً ربما تكون بغير قصد، أو الظروف أجبرته على ذلك، لكنه يبقى عملاً بارزاً.
وأخطاء "العاصوف" تمحورت في بعض المصطلحات، فمثلاً في السبعينيات لا يعرف الناس هنا مصطلح "البطاقة"، بل يتداولون كلمة "التابعية"، وكذلك في مشهد لشخصية "حمود" حينما وعدهم بالتبرع للمجاهدين، بقوله: "إذا نزل راتبي"، بينما في السابق يتحدثون "بصرف المعاش"، وهذان الخطآن يمكن تلافيهما لو تمت الاستعانة بمؤرخ أو من كبار السن الذين عاصروا تلك الحقبة الزمنية.
ووقع مسؤولو "العاصوف" في حرج مع مشاهديهم من خلال ضعف اللهجة المحلية لدى ممثلتين، على الرغم من محاولتهن الجادة في التحدث بها في العمل.
وتجاهل المسلسل في جزأيه الأول والثاني الحركة الرياضية في المملكة ونهضتها وبداية انطلاق أول دوري سعودي في عام 1976، والأنشطة الثقافية والفنية في مقار الأندية.
ويحسب للعاصوف أنه نجح في محاكاة حادثة الاعتداء على الحرم أو "حادثة جهيمان" ونقل كل تفاصيلها، وكذلك أنه عمل درامي مكتمل الأركان، جذب المشاهدين العرب للدراما السعودية، كما يلاحظ على العمل في العام الجاري أنه ظهر أكثر جدية وطرحاً بحوارات ومشاهد مهمة بعكس الجزء الأول.
وعلى الرغم من الأخطاء المحدودة التي ظهرت في "العاصوف" إلا أن القائمين عليه اجتهدوا وعملوا وحققوا جزءاً من أهدافهم في المنافسة الرمضانية خليجياً وعربياً بعمل سعودي.