|


أحمد الحامد⁩
تعليم واقتصاد
2019-06-06
لأبرت أينشتاين مقولة عن التعليم: "التعليم هو ليس تعلم الحقائق، إنما تدريب العقل على التفكير". ويضيف أن "الحكمة ليست نتاج التعليم إنما نتاج مسيرة طويلة من الإحاطة بالحياة".
أسير في شوارع الدول الشهيرة بتعليمها وصناعاتها، وأشاهد تاريخ إنشاء مدارسها القديم جدًّا، أدخل مدرسة، وأسير في أروقتها، وأشاهد قدم المسيرة الطويلة والمتراكمة في التعلم التي أنتجت كل هذه المنارات التي أضاءت العالم بالاكتشافات الطبية والعلمية. أسير في أسواقهم، وأشتري بضاعتهم التي صنعتها مصانع عمرها مئة عام. كل شيء موجود هنا أنتجه العلم الذي أنتج الصناعة، ورفع عماد الاقتصاد، الاقتصاد الذي يرفع لك مستوى حتى الرصيف الذي تمشي فوقه. ليس لنا طريق حقيقي آخر سوى التعليم العالي، والصناعة الفائقة، واستغلال كل المنافع التي تصنع لنا اقتصادًا متينًا ومتنوعًا، وتسخير كل الجهود نحو ذلك. السعودية اليوم تسير بهذا الاتجاه، وأسأل الله أن تستمر بهذه الوتيرة، بل وأن تزيد من السرعة كلما استطاعت ذلك. "رؤية 2030"، تتجه هذا الاتجاه، والتغيير ملموس حتى في أسلوب الحياة. ما تتحمله السعودية في هذا السباق له تحدياته الكبيرة، لكنني أشاهد بأنها تتجه إلى تكامل تعليمي واقتصادي لا يعتمد على مصدر دخل واحد. سيأتي قريبًا بإذن الله اليوم الذي نأكل فيه مما نزرع، ونلبس مما نصنع، ولا يكون النفط مصدر دخل رئيس نهائيًّا. العارف بجغرافيا السعودية، يعرف كنوزها: السياحة الفريدة، وتنوُّع مناخاتها، ومستقبل هذه الصناعة المهمة التي ستكون إحدى ركائز الاقتصاد في المستقبل، كما أن السعودية تتجه لأن تكون موانئها على مستوى عال من الأهمية بربط التجارة العالمية ببعضها بعضًا. النفط لن يبقى طويلًا بوصفه طاقة أولى في العالم، والتحول إلى الطاقة الكهربائية في المواصلات الأكثر استهلاكًا للنفط، أصبح واقعًا، يتجه إليه العالم الصناعي. بدأت أشاهد في الشوارع الأوروبية أنواعًا مختلفة من السيارات التي تعتمد على "وقود" الكهرباء، والكثير من الشركات المنتجة للسيارات وضعت ضمن استراتيجياتها في السنوات المقبلة التحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية بوصفه إنتاجًا رئيسًا لها. دراسات عدة ذكرت أن عدد السيارات الكهربائية سيوازي عدد السيارات العاملة بالوقود بعد 15 عامًا. الجميل في "رؤية 2030" أنها أتت في وقت مناسب جدًّا، وسنرى الشباب السعودي في السنوات المقبلة يُنتجون من المصانع المقامة في السعودية ما تحتاج إليه بلادهم والعالم من صناعات أسوة بالدول الصناعية. عشر سنوات، أو حتى عشرون سنة، ليست بالرقم الكبير في عمر الدول طالما أنها تتقدم، وطالما أنها تهتم بالتعليم وتنويع مصادر الدخل.