|


هيا الغامدي
«عودة الملك»
2019-06-07
"اليد الواحدة لا تصفق لكنها تكتب وتحرث وتزرع وتصفع. اليد الواحدة إن لم تجد أخرى هذا لا يعني أن تموت وحيدة".
وهذا حال البرتغالي رونالدو الذي يصنع له بالملعب حواسًا وأطرافًا إضافية تولد من رحم الإبداع وخلاصة الروح وتجاربه الكروية. نجم متجدد على الرغم من وصول مسيرته للأمتار الأخيرة، إلا أنه يملك روح الشباب وطموح المعجزات والأحلام الخارقة للعادة ـ 34عامًا ـ بقاموس الكرة بداية سن اليأس على الرغم من الفروق الفردية إلا أن صاروخ ماديرا يثبت يومًا بعد يوم أنه سن النضج واكتمال كل شيء، السرعة، تغيير الاتجاهات، الطاقة، والحركة الإضافية. حصيلة تجارب السنين والخبرة والجوائز والإبداع الذي يضرب معه كل مرة موعدًا جديدًا، توهجه مع بلاده ليس إلا حصيلة تلك العوامل مع التحديات الخاصة والحرب النفسية التي يعيشها كل يوم بعد الخروج من الأبطال بتوقيت لا يليق بفخامة حضوره. ولأنه من النجوم الاستثنائية التي تعاني "شيزوفرينيا الموقف" لذا تحضر كرة القدم بكامل محيطها معه بكل الأوقات مع المنتخب قبل النادي عكس نجوم كثر الولاء للنادي أولًا، الوفاء لدى رونالدو عملة نادرة وقيمة لا تتجزأ لكن لديهم للمال ولمن يدفع أكثر وللنادي والمستقبل والعقود. رونالدو نجم يصنع الفارق بكل المواقع حتى سويسرا التي كانت خارج قائمة ضحاياه لوقت قريب انضمت إلى القائمة الجديدة من بؤساء الكرة الذين تذوقوا الوجع من وراء أقدامه بثلاثية انضمت إلى سابقاتها السبع الدولية مع المنتخب وتاريخه.
الإبداع يولد ولا يموت لدى أيقونة البرتغال الذي يعيش القمة بكل شيء عنفوانًا وجبروتًا وكنترولًا عظيمًا على الكرة، وجلادًا للمدافعين وعقوبة السماء لحراس المرمى. حضوره أمام سويسرا له بعد آخر كأرقام تفوق بها على قائمة منتخب بأكمله بالـ 23 لاعبًا فيه كعدد أهداف دولية 88 منضمًا إلى قائمة النجوم الأكثر تهديفًا/ تأثيرًا مع منتخباتها والذين يتقدمهم دائي الإيراني 109، وبالبطولات والتصفيات الأوروبية ليس إلا إثباتًا على نجم كان ولا يزال وسيظل الأول عالميًا وحضوره بالجائزة كحظوظ لن ينقصه خروج ناديه من الأبطال إن عززها بالبطولة القارية مع البرتغال على الرغم من منافسة غريمه اللدود الأرجنتيني ميسي، إلا أنه يتفوق عليه بالإنجاز القاري مع المنتخب. ننتظر عودة الملك إلى زعامة أوروبا من جديد وللمرة الثانية بعد 2016 تتويجًا لعطاءات نجم خارق للعادة لا يقدر بثمن حضر كثيرًا على البساط الأحمر حقق بمفرده ما لم تحققه منتخبات وأندية عالمية سلطن عقول عشاق الكرة وخلق لها ذائقة خاصة.