|


هيا الغامدي
البرتغال مع «سانتوس» غير
2019-06-13
كثير من الحب وقليل من الجنون لا يؤذيان أحدا، هذا ما قاله واسيني الأعرج، وأيضًا كثير من الاستقرار قليل من التغيير هو ما أعطى البرتغال كأس دوري الأمم الأوروبية؛ فهو الفريق الأكثر جاهزية في أوروبا بعد فرنسا.
ومع فرناندو سانتوس أصبحت ناضجة فنيًّا؛ لديها ميزة الثبات مع المدرب الذي تسلمه 2014 وقاده لتحقيق معجزتين أوروبيتين 2016 و 2019 بتوليفة فنية متماسكة أسريًّا رغم الإضافات/التغييرات بعد رحيل ناني وكوارسيما وكارفاليو..، البرتغال دخلت معه مرحلة انتقالية بفضل الإحلال والتجديد، وظلت منافسة على البطولات بقوة.. توهجها ليس عاملاً جديدًا، فالبرتغاليون معروفون بولعهم الشديد بكرة القدم وباللاعبين المشهورين كروي كوستا ولويس فيجو ونونو جوميش ديكو... إلخ، ومدربيها المعروفين كخوسيه مورينيو وكارلوس كيروش ومانويل خوزيه، كيروش ولويس سكولاري سبقوا سانتوس، لكنه تفوق عليهما وقاد الدولة الصغيرة لأهم لقبين قاريين اليورو وأمم أوروبا بجيل ذهبي يتقدمه الأسطورة رونالدو، الذي أهدى بلاده أهم هاتريك في الدور نصف النهائي أمام سويسرا لتتأهل للنهائي.
أرقام رونالدو هي من تتحدث عنه، ولو كان شاعر البرتغال الوطني الشهير لويس دي كاموس بيننا لكتب ملحمة شعرية لهذا البطل القومي، الذي من الصعب أن يجود الزمان بأمثاله بالموهبة التي ينثرها بالملعب وروح الجرينتا التي يقلدها زملاؤه، وقدرته على التكيف مع كل أنواع الخطط الهجومية والدفاعية. البرتغال آخر 15 عامًا عاشت فترة ذهبية من عمرها بداية من الوصول لنهائي أوروبا 2004 للدور نصف النهائي مونديال 2006 لنصف نهائي أوروبا 2012، لكنها لم تتوج بلقب قبل سانتوس الذي فجر طاقات المنتخب وعمل على تجانسه.
البرتغال لم تفعل المستحيل، لكنها قدمت الأداء الذي يؤهلها بمدرب يؤمن بلاعبيه لدرجة كبيرة، الاستقرار التدريبي يفعل المعجزات، الصدفة تحتاج للنوايا الحسنة وجهد صادق وتوجيه ذكي وإخراج متمرس، فهي تمثل الاختيار الحكيم لبدائل متعددة! وهذا ما ينطبق على عمل سانتوس مع البرتغال.
أعجبني بيرناردو سيلفا أفضل لاعب بالبطولة الفائز بالدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد وكأس الرابطة للمحترفين والدرع الخيرية ودوري الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده، فمقعده محجوز مع ميسي ورونالدو صلاح وماني بجائزة البالون دور هذا العام كهداف وصانع لعب من طراز فريد، بالإضافة لرونالدو الذي فاز بأهم ثلاثة ألقاب هذا العام الدوري والسوبر الإيطالي ودوري الأمم، جميل أن يتنافس لاعبان من بلد واحد على جائزة كهذه. البرتغال مع سانتوس تسير للأعلى، وأتوقع لها مستقبلاً قويًّا في مونديال 2022.