|


هيا الغامدي
«كان» عربية بنكهة أوروبية
2019-06-16
من أين نبدأ يا مصر الكلام، وكيف نلقي عليكِ السلام، قبل وقفة الاحترام لأن بعينيكِ الأيام والأعلام والأقلام والأعوام، “أم الدنيا” وجهة إفريقيا الجديدة، الأنظار ستتجه لملاعب قاهرة المعز والإسكندرية والسويس والإسماعيلية.
والأجمل ليس الزيادة بعدد المنتخبات لـ 24 وحسب، بل لكونها تقام في بلد هو قبلة العرب ومحط أنظارهم، لمصر زعامة وفخامة وقيمة قارية كبيرة، يكفي الفراعنة فخراً أنهم سادة اللقب سبع مرات، أجملها ما جاء متواتراً 2006 ـ 2008 ـ 2010 بجيل ذهبي: وائل جمعة، محمد أبو تريكة، محمد بركات، محمد زيدان، وعمرو زكي.. مصر عانت ظروف توقف نشاطها الكروي المحلي بسبب الأحداث السياسية 2011ـ2013 ومنها أحداث استاد بورسعيد، لكنها تملك ما يجعلها المرشح الأول للقب الذي تجمعها به كيمياء خاصة جدا بوجود نجم نجوم أوروبا “فخر العرب” محمد صلاح الذي يسعى لتتويج نجاحاته وألقابه الفردية مع ليفربول بإنجاز وطني مع الفراعنة.
للمصريين إذا ما أرادوا النجاح بمهمتهم القارية مع المكسيكي خافيير أجيري عليهم ترك قيادة المنتخب للرجل، وتهيئة المناخ اللازم للعمل بحرية بعيداً عن التدخلات بعمله واختياراته كعادتهم ويتفرغون للدعم فقط، يكفي مصر فخراً أنها حققت ما يفوق مجموع ما حققته منتخبات عربية كتونس والمغرب والجزائر، ولديها فرصة لتحقيق لقب ثامن على أراضيها، وللمنتخبات العربية الإفريقية الشمالية نفس الحظ للدعم النفسي المعنوي والجماهيري.. السنغال مؤهلة أيضا غانا... إلخ، اللاعبون الأفارقة نجوم تتلالأ في سماء الكرة الأوروبية والدوريين الإنجليزي والليجا الإسبانية مع الفرنسي والألماني، صلاح، ماني، محرز، زياش، براهيمي، نيكولا، ببيه، أوباميانج، كوليبالي... نجوم مؤثرة في أوروبا وبطولاتها وفرقها، والقيمة السوقية مرتفعة لهؤلاء النجوم، السنغال كبلد تتفوق كأكثرية رغم أنها لم تنل شرف تحقيق اللقب القاري، لكن لديها أذرعة منتشرة في أوروبا، ولديها نجمها ساديو ماني زميل صلاح في ليفربول، وهو قادر على إضافة لقب لبلاده، وصلاح من الذين يتقدمون قائمة اللاعبين بجهوده وتألقه مع فريقه الإنجليزي والجوائز التي تحصل عليها، هذه النسخة تحظى أيضا بقيادة فنية أوروبية، سبعة منتخبات من أصل 24، الفرنسيون يقودون فيها المشهد التدريبي رينارد “المغرب”، جيريسي “تونس”، وسيباستيان ويسابر”أوغندا”.
بالتوفيق للعرب ولمصر أرض الأصالة والحضارة والتاريخ و”الجدعنة”، جرت دموعي على أعتاب داركم يا مصرُ كل الهوى بنيلك جاري. فمن الثوابت الأساسية بعرف المصريين ماضيهم وحاضرهم أنهم ليسوا ممن يقول “كان أبي” بل ممن قال “ها أنا ذا”.. “ادخلوها بسلام آمنين”.